شبكة علماء في أنحاء العالم تخطط لعصيان مدني لإبراز أزمة المناخ

03 ابريل 2022
يحذر العلماء من مخاطر استمرار تجاهل الحكومات للتغير المناخي (أندرو أتشيسون/Getty)
+ الخط -

تخطط شبكة من العلماء في أكثر من عشرين بلدا لعصيان مدني يبدأ، الإثنين، بهدف الإضاءة على أزمة المناخ، كما قال أعضاء من حركة "ساينتست ريبيليين"، وذلك بالتزامن مع إصدار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ تقريراً يعرض خيارات خفض تلوث الكربون.

وتستهدف مجموعة "ساينتست ريبيليين" الجامعات ومعاهد البحوث والمجلات العلمية الكبرى، وتحضّها هي وموظفيها على التحدث أكثر عما تصفه بالتهديد الوجودي الذي يمثله الاحتباس الحراري.

وقال الخبير في جامعة كنت البريطانية المتخصص في التنوع البيولوجي الاستوائي، تشارلي غاردنر: "نحن العلماء حاملو رسائل أقوياء، وتقع على عاتقنا مسؤولية إظهار القيادة. نحن نفشل في الاضطلاع بهذه المسؤولية. إذا قلنا إنها حالة طوارئ، علينا التصرف على هذا الأساس".

وتأمل المجموعة في رؤية "مستويات عالية من العصيان" مع مشاركة أكثر من ألف عالم في كل أنحاء العالم في تحرك غير عنيف ضد مؤسسات حكومية وأكاديمية.

وأسّست مجموعة "ساينتست ريبيليين" عام 2020، على أيدي طالبَي دكتوراه في الفيزياء في كلية سانت أندروز في اسكتلندا، وهي مستوحاة جزئيا من حركة "إكستنكشن ريبيليين" المنتشرة على نطاق أوسع. واستهدف أول تحرك للمجموعة بمشاركة أكثر من 100 عالم، في مارس/آذار 2021، أكاديمية "بريتيش رويال سوساييتي"، و"سبرينغر نيتشر" للمنشورات العلمية.

وشهد العالم تصاعدا للظواهر المناخية القاتلة من موجات حر، وحرائق غابات، وفيضانات، وعواصف يصاحبها ارتفاع منسوب مياه البحار، وسيل من مشاريع علوم المناخ الأخيرة التي ستسوء في المستقبل.

وقال كايل توفر، وهو عالم بيئي من أستراليا وناشط متفرغ في المجموعة: "لقد قمنا بشكل أساسي بلصق نسخ مكبرة من مقالاتهم التي تدعو إلى تغيير سريع في مكاتبهم".

وشهد مؤتمر المناخ "كوب 26" الذي نظم في غلاسكو، العام الماضي، عمليات توقيف للعديد من أعضاء المجموعة.

وروى تشارلي غاردنر: "كان هذا أول توقيف جماعي لعلماء في أي مكان في العالم منذ احتج كارل ساغان على تجارب الأسلحة النووية في الثمانينيات".

وسربت المجموعة للصحافة مسودة لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ المقرر صدوره الإثنين، والذي حذر من أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يجب أن تبلغ ذروتها في غضون ثلاث سنوات إذا كان العالم يريد أن تبقى أهداف اتفاق باريس للمناخ في المتناول.

من جانبها، قالت روز أبراموف، وهي عالمة تربة في مختبر "أوك ريدج ناشونال لابراتوري" الأميركي وعضو في مجموعة "ساينتست ريبيليين": "كعلماء، نميل إلى تجنب المخاطرة. لا نريد المخاطرة بوظائفنا وسمعتنا ووقتنا. لكن لم يعد كافيا أن نجري بحوثنا، ونتوقع أن يقرأها الآخرون، ويفهموا مدى خطورة أزمة المناخ. هدف المجموعة هو جعل تجاهل هذه الأزمة مستحيلا".

ويتمركز العديد من أعضاء المجموعة في بلدان جنوب الكرة الأرضية، حيث كانت الاحتجاجات المرتبطة بتغير المناخ حتى الآن متواضعة، رغم أن تأثيرات هذه الظاهرة محسوسة بشكل أكبر فيها.

وقال جوردان كروز، وهو مهندس بيئي في الإكوادور: "لست متأكداً من أن هذه هي فرصتنا الأخيرة، لكن الوقت ينفد بالتأكيد. أنا مرعوب. لكن الخوف هو الذي يحفز التحرك. إنه غريزة البقاء".

(فرانس برس)

المساهمون