أنشأ شاب مبتور القدمين في مدينة تعز، وسط اليمن، محلاً لبيع المثلجات وذلك للتغلّب على الإعاقة والاعتماد على الذات وإعالة أسرته وتحسين وضعها المعيشي، في مواجهة صعوبات الحياة التي خلّفتها الحرب والحصار المطبق على المدينة من قبل جماعة الحوثيين، للعام السادس على التوالي.
وأسّس أخيراً، أمجد النويدي (32 عاماً) مشروعه، مدشناً بذلك حياة جديدة خصوصاً بعد إصابته بقذيفة هاون، أطلقها الحوثيون أواخر أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، سقطت بجوار منزله في حيّ الدحي، وسط المدينة، وأسفرت عن بتر قدميه.
وكانت حياة النويدي مفعمة بالحيوية والنشاط والسعي لخدمة أهالي المدينة، عندما كان يعمل مسؤولاً للتغذية في أحد المستشفيات الحكومية، إلى حين إصابته أمام منزله وهو متوجّه إلى المستشفى.
وخلّفت الحرب آلاف المعوقين في عموم البلاد، في حين نالت تعز النصيب الأكبر من عدد الضحايا والدمار، والتردي الإنساني والمعيشي، إذ يعاني 1400 مدني فيها من الإعاقة، بسبب القذائف والألغام المزروعة في حوالي 15 من أصل 23 مديرية، موزّعة على تخوم المدينة ووسطها، وفقاً لمهتمين بالشأن الإنساني، أشاروا إلى تجارب بعض المعوقين ومحاولاتهم للاعتماد على ذواتهم وتحدي الظروف الجسدية والنفسية لهم.
ويقضي النويدي نهاره في المحل، مبدياً حماساً ملحوظاً في بيع المثلجات والتواصل مع الزبائن،كما يقوم بشراء البضائع وتوفير نوع خاص من البوظة والصاج، ذات المذاق الفريد والجديد على السوق، ما يزيد من إقبال الزبائن على محلّه بشكل كبير.
ويقول النويدي لـ"العربي الجديد: "راودتني الفكرة منذ فترة، لكنني استعدت مؤخراً النشاط وتخطّيت ما كان يعيقني نفسياً وتجاوزت الإعاقة وتحدّيت كلّ شيء لتأسيس مشروعي".
ويضيف: "هدفي أن أكون فرداً فاعلاً في المجتمع وليس عالة على الآخرين، أعمل لأنفق على أسرتي ولأثبت للجميع أنّ الإعاقة هي إعاقة العقل وليس الجسد".
ولا تتوقّف طموحات النويدي عند هذا الحدّ، إذ هو يتطلّع للسفر إلى الخارج لتركيب أطراف إلكترونية والعودة إلى البلاد وتأسيس مشاريع أخرى، ما جعله محطّ إعجاب الكثيرين من حوله، وهو ما يشير إليه فكري أحمد. ويلفت أحمد إلى أنه رغم أنّ أمجد مبتور القدمين، إلا أنه لم يستسلم ولم يتملكه اليأس، وهو يعمل طوال الوقت في المحل غير مكترث بعلّته.