سيناء: تجار مخدرات يحرقون نقاط بيع

04 نوفمبر 2021
حرق "عشش" بيع المخدرات بمنطقة البرث في سيناء (فيسبوك)
+ الخط -

فوجئ سكان محافظة شمال سيناء، شرقي مصر، بإحراق تجار مخدرات في منطقة "البرث"، جنوبي مدينة رفح، عشرات "العشش" المخصصة لبيع المواد المخدرة للمواطنين، وهو الأمر الذي كان يتم بشكل علني. ومنطقة "البرث" مشهورة بزراعة كميات من مخدر "الهيدرو"، والذي يتم تصديره عبر الحدود إلى مناطق سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، لكنها شهدت أخيراً معاناة كثير من الشباب من إدمان متفاقم للمخدرات، ما انعكس على نشاطهم في دعم قوات الجيش المصري، إذ ينشط العشرات من شبان المنطقة ضمن مجموعات قبلية داعمة للجيش يقودها رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، والذي يتداول الأهالي أنه أحد شركاء  نجل الرئيس المصري محمود السيسي. وقال مصدر قبلي من سكان "البرث"، لـ"العربي الجديد"، إن المسلحين العاملين مع قوات الجيش اتخذوا قراراً بإزالة عشش بيع المواد المخدرة، وبالفعل أحرقوها خلال الأيام الماضية في محاولة منهم لمنع بيع المخدرات لشباب المنطقة، بعد تداول مقاطع فيديو لشباب من بدو البرث يعانون من حالات إدمان سيئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المصدر إن مقاطع الفيديو المتداولة أشعلت غضب المسؤولين عن هؤلاء الشباب، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار حرق العشش، ومحاربة باعة المخدرات، أو ملاحقتهم، رغم أنهم هم أنفسهم لديهم مزارع لمخدر "الهيدرو" في المنطقة، ويقوم برعايتها الأفراد العاملون لديهم، قبل مرحلة تهريبها إلى الجانب الآخر من الحدود، لكنهم لا يريدون أن يؤثر بيع المخدرات في المنطقة على الوضع العام فيها، أو يقلل من النشاط المسلح للشبان في ظل استمرار خطر تنظيم "ولاية سيناء" الموالي لتنظيم "داعش" الإرهابي.

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها "العربي الجديد"، فإن شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي شهد موسم زراعة مخدر "الهيدرو" في منطقة "البرث"، في ظل تراجع قوة تنظيم "ولاية سيناء" في مناطق رفح والشيخ زويد، وعدم قدرته على الدخول إلى مركز المنطقة، ما انعكس بزيادة زراعة المخدرات بشكل ملحوظ.

حرق عشش بيع المخدرات بمنطقة البرث في سيناء 2 (فيسبوك)
حرق "عشش" بيع المخدرات بمنطقة البرث في سيناء (فيسبوك)

وفي أعقاب ما جرى في "البرث"، نشرت عضو البرلمان المصري عن شمال سيناء عايدة السواركة، عبر موقع "فيسبوك"، تفاصيل حول ما جرى، قائلةً إن "حرائق تلتهم أرزاق البسطاء في منطقة البرث"، ليرد عليها أحد مسؤولي المجموعات القبلية: "مش عايز أسمع لك نفس لو سمحتي حضرة النايبة، كلامك غير صحيح. لا تضعي نفسك في موضع الشبهات"، ما دفع النائبة إلى حذف المنشور بعد ساعة واحدة من نشره، وعدم كتابة أي شيء آخر بخصوص الواقعة، ما يشير إلى أنها تعرضت لضغوط من أجل الصمت عما يجري في تلك المنطقة البعيدة عن أعين وسائل الإعلام.
وكشفت "العربي الجديد"، في وقت سابق، عن تواطؤ قوات الجيش مع المجموعات القبلية العاملة معها من خلال غض الطرف عن زراعة "الهيدرو" في مقابل استمرار ملاحقة هذه المجموعات لعناصر تنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي.

وفي إحدى الليالي التي أحرقت فيها عشش بيع المخدرات في "البرث"، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن وقوع اشتباك مسلح مع تجار مخدرات على الحدود المصرية بالقرب من المنطقة، أثناء محاولتهم تهريب كمية كبيرة من المخدرات تقدر قيمتها بـ1.9 مليون دولار أميركي، وانتهت المواجهات بمصادرة المخدرات وفرار المهربين من المنطقة.
وليست هذه المرة الأولى التي يصادر فيها الاحتلال الإسرائيلي كميات من المخدرات المهربة من سيناء، فبين فترة وأخرى يعلن الاحتلال عن أنباء مماثلة، وسط صمت مصري حول ما يجري في المنطقة الحدودية، رغم اعتبارها منطقة عسكرية مغلقة لا يتحرك فيها شيء من دون علم قوات الجيش المنتشرة فيها، خصوصاً في أعقاب تفويض السيسي لوزير الدفاع باتخاذ قرارات واسعة النطاق تشمل كل تفاصيل الحياة في شبه جزيرة سيناء، بالتزامن مع إلغاء قانون الطوارئ.

المساهمون