سيف الله خان... أفغاني يستعد لترك باكستان

14 اغسطس 2023
يأمل أن يعيش حياة جيدة في أفغانستان (العربي الجديد)
+ الخط -

في ظل تدهور الوضع المعيشي في باكستان والغلاء وارتفاع قيمة الدولار في مقابل تراجع العملة الباكستانية، يعمد الكثير من التجار الباكستانيين، خصوصاً من سكان مناطق شمال وجنوب غرب باكستان وهم من قبائل البشتون، إلى نقل أموالهم إلى أفغانستان، خصوصا أن العملة الأفغانية والوضع الأمني مستقران نسبيا.  
ويفضل بعض اللاجئين الأفغان الذين أسسوا حياة مستقرة في باكستان، العودة إلى بلادهم لدواع أمنية وللحفاظ على أموالهم، بالإضافة إلى أسباب اجتماعية.
من بين هؤلاء سيف الله خان الذي عاش 25 عاماً في باكستان ويتحدر من مدينة قندهار الواقعة في جنوب أفغانستان. قدِم إلى باكستان حين كان طفلاً مع أسرته وكبر ودرس فيها وحصل على وظيفة، لكنه اتخذ قراره بالعودة إلى أفغانستان. يقول سيف الله لـ"العربي الجديد": "عشت وأسرتي حياة جيدة في باكستان لمدة 25 عاماً. تعلمت وكبرت فيها وتمكنت من ادخار بعض المال. لكن مهما كانت ظروفنا جيدة، نبقى غرباء ولاجئين. قررنا العودة إلى أفغانستان، على الرغم من إدراكنا أننا سنواجه بعض المشاكل في بداية الأمر. لكن في نهاية المطاف، سنعود إلى بلادنا".
أحد الدوافع الأساسية للعودة لدى أسرة سيف الله خان هو الوضع الأمني الذي تحسّن في أفغانستان إلى حد ما بعد سيطرة حركة طالبان، إذ تراجعت أعمل الخطف والسرقة، على حد قوله، وتوقفت الحرب وأعمال العنف والتفجيرات التي كانت تتكرر في شمال غرب وجنوب البلاد، خصوصا في المناطق المحاذية للحدود الأفغانية، حيث إن هناك نفوذا لطالبان الباكستانية والحركات الانفصالية البلوشية. كما ظهرت مؤخراً حركة الجهاد الإسلامي في باكستان، وهي منظمة مسلحة جديدة تتبنى معظم العمليات الانتحارية في البلاد.

يقول سيف الله إن "أحد الأسباب التي دفعتني للعودة إلى أفغانستان هو الوضع الأمني المتردي في باكستان. من جهة أخرى، يصر والدي منذ فترة طويلة على أن نعود إلى أفغانستان، إلا أن بعضاً من أفراد الأسرة كانوا يخبروننا بأن الوضع الأمني في أفغانستان غير مستقر، فأقنعنا والدي بالبقاء في باكستان. بنينا حياة مستقرة وأصدقاء وزملاء وعلاقات اجتماعية جيدة. وكنا نصر على البقاء في باكستان بحجة الوضع الأمني، لكن في الوقت الحالي تغير كل شيء".  
تملك أسرة سيف الله أراضي شاسعة في قندهار، ومنزلا في منطقة راقية على مستوى الولاية. ويرى سيف الله أن حياته ستكون جيدة من كل النواحي، مشيراً إلى أنه يعيش في منزل بالإيجار في باكستان. وتتألف أسرة سيف الله من سبعة أشخاص هم والده ووالدته وشقيقاه وشقيقتاه، وهو الابن البكر. وقد تزوج بخلاف أشقائه. ويفضل والده ألا تتزوج ابنتاه في باكستان بل من أبناء قريتهما في أفغانستان.

المساهمون