تزدهر سوق سوداء لشهادات التطعيم المزورة في روسيا، بعدما أمرت سلطات مدينة موسكو جميع العاملين في وظائف تتطلب تعاملاً مباشراً مع الجمهور بتلقي التطعيم المضاد لكوفيد-19.
ويسهل العثور على إعلانات الشهادات المزورة على تطبيق "تليغرام" للتراسل وتستهدف الروس الراغبين في تجنب التطعيم والاحتفاظ بعملهم. وترتفع الأسعار بسرعة ويزداد الطلب على ما يبدو.
لجأت موسكو ومناطق عدة في روسيا إلى فرض إجراءات صارمة لحث السكان على تلقي التطعيم بسبب زيادة جديدة في الإصابات بفيروس كورونا يقول الكرملين إنّ سببها سلالة دلتا المتحورة الأشد عدوى. وتقول سلطات الصحة في موسكو إنها تراقب عن كثب لكنها لم ترصد بعد أي شهادات مزورة.
بحلول الثاني من يونيو/حزيران، تلقى 18 مليوناً فقط من سكان روسيا البالغ عددهم 144 مليوناً جرعة واحدة على الأقل من أحد اللقاحات، وذلك منذ بداية حملة التطعيمات قبل خمسة أشهر. وأمهلت سلطات مدينة موسكو الأسبوع الماضي أرباب العمل في قطاع الخدمات العامة شهراً للتأكد من تلقي 60% من موظفيهم للتطعيم وإلا فسيواجهون غرامة.
وأمر رئيس بلدية موسكو هذا الأسبوع الحانات والمطاعم بخدمة العملاء إذا كانوا قد تلقوا التطعيم أو أصيبوا بالفيروس خلال الشهور الستة الماضية مما يمنحهم مناعة. كما سيُحرم من لم يحصل على اللقاح من العلاج بالمستشفيات في الحالات غير الطارئة.
وقال محلل البيانات بوريس أوفتشينيكوف، الذي شارك في تأسيس وكالة لتحليلات الإنترنت، إنّ عمليات البحث على "غوغل" عن "شراء شهادة تطعيم" في منطقة موسكو، ارتفعت عشر مرات خلال أيام بعد التحذير الموجه لموظفي الخدمات. وأضاف أنّ عمليات البحث عن أماكن الحصول على اللقاح في موسكو ارتفعت بواقع مرتين ونصف فقط.
وقال موظف اشترى شهادة مزورة له ولزوجته قبل شهرين، إنه دفع خمسة آلاف روبل (69 دولاراً) لكل شهادة. وحاول زميله شراء شهادة من البائع نفسه الأسبوع الماضي لكنه أخبره أن السعر ارتفع إلى 15 ألف روبل على الأقل.
ويُرجع الروس رفضهم للتطعيم إلى مخاوف من المنتجات الدوائية الجديدة، إضافة إلى انتشار عدم الثقة في السلطات وتقارير إعلامية سلبية عن اللقاحات المصنوعة في الخارج.
(الدولار = 72.6241 روبلا).
(رويترز)