سوريون بين غرقى القارب قبالة اليونان  

16 يونيو 2023
لم يكن المركب آمناً (الأناضول)
+ الخط -

من بين المهاجرين الذين كانوا على مركب الصيد المتهالك، وكان على متنه المئات وقد غرق قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، وأدى إلى مقتل 79 شخصاً على الأقل، سوريون. ويقول علي أبو خليل من ريف حمص، لـ "العربي الجديد"، إنه من بين الناجين من غرق القارب ابن شقيقه، وهو في الوقت الحالي في اليونان، وكان يقيم في ليبيا منذ أكثر من عام، وقد أراد الوصول إلى ألمانيا، مضيفاً أن التواصل مع ابن شقيقه منقطع حتى الآن، لكن جرى التأكد من نجاته، من خلال إرسال صورة له. 

من جهته، يوضح الناشط عدنان الطيب لـ "العربي الجديد" أن من بين الضحايا فتاة من مدينة عفرين في شمال سورية، قائلاً: "الأهل حالياً بحالة صدمة، والفتاة شيرين غادرت عفرين منذ حوالي شهرين، وحاولت الذهاب إلى النمسا للقاء خطيبها هناك وإتمام الزواج، لكنها كانت من بين غرقى القارب الذي غادر ميناء طبرق الليبية". 

يتابع الطيب: "علمت من عائلة الفتاة أن موضوع نقل الجثث بحاجة إلى إجراءات قانونية لاستلام الجثث في اليونان ونقلها إلى تركيا ومن ثم إلى سورية". ويذكر أن من كانوا على متن القارب لم يرتد أي منهم ستر نجاة أبداً. 

ويؤكد الحقوقي وعضو تجمع "أحرار حوران" عاصم الزعبي، لـ "العربي الجديد": "وجود ناجين من محافظة درعا جنوب سورية كانوا على متن القارب الغارق"، مضيفاً أن "عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القارب يبلغ 750 شخصاً، وأن الناجين حالياً من الغرق موجودون في مراكز للإيواء ضمن اليونان، وهناك صعوبة في التواصل معهم".

 

ويقول أحد الناجين من المركب لـ "العربي الجديد" إن "المركب الذي غرق كان بحاجة إلى صيانة لمدة أسبوع، كما يؤكد متخصصون في ليبيا. لكن إصرار المهربين على إخراج الناس فيه جاء بعد يومين فقط من دخوله الصيانة"، مؤكداً أنها لم تكتمل أبداً. يضيف: "عدد الأشخاص على متن المركب يتجاوز 750 شخصاً، وهذا النوع من المراكب يمكن أن يركب على متنه في أفضل الأحوال عدد لا يزيد عن 300 شخص. علمت من المهربين أن هناك تحذيرات من خبراء الصيانة بألا يتجاوز القارب سرعة معينة، إذ إن زيادة السرعة تهدد بغرق القارب على الفور، وقد غادر القارب ميناء طبرق في ليبيا متوجهاً إلى اليونان. وحذر مهربون المقربين منهم من حالة القارب الفنية السيئة، وأنه مهدد بالغرق بنسبة تتجاوز 90 في المائة، وكنت من بين من وصلتهم هذه المعلومات في اللحظات الأخيرة، ما جعلني أرفض المخاطرة وركوب القارب". 

وأفاد ناشطون بأن أكثر من 120 سورياً، الجزء الأكبر منهم لا يزال في عداد المفقودين، كانوا على متن قارب المهاجرين، ويتحدر غالبيتهم من جنوب البلاد. وبناء على مقابلات مع عائلاتهم، وثق "مكتب توثيق شهداء درعا" حتى الآن 55 مفقوداً و35 ناجياً من جنوب البلاد.

ويوم الأحد الماضي، غرق قارب مطاطي يقل مهاجرين سوريين انطلق من ميناء وهران. ومن بين الغرقى في القارب شقيقة مهاباد خليل. ويقول الأخير لـ "العربي الجديد" إن شقيقته وطفليها وزوجها من بين الغرقى بهذا القارب، مضيفاً أنهم يقيمون في الجزائر منذ قرابة العام. وأنقذ من غرق القارب 18 شخصاً. 

المساهمون