أعلنت إدارة مشفى الشهيد محمد بظ في معرة مصرين، شمالي محافظة إدلب السورية، استئناف العمل في المشفى، وذلك بعد أن تم تعليق كافة الخدمات غير الإسعافية بعد حادثة اعتداء تعرض لها طبيب أثناء القيام بعمله في قسم الإسعاف.
وجاء في بيان سابق نشرته إدارة المشفى على فيسبوك توضح فيه سبب التوقف عن العمل "أن أحد الأطباء تعرض لاعتداء شديد بالضرب والشتم من قبل مريض ومرافقيه، أثناء القيام بعمله في الإسعاف، وتبين أن المعتدين تكرر اعتداؤهم أكثر من مرة، لذلك واحتجاجا على ما حدث يوقف العمل في المشفى إلى حين إيجاد حل قطعي ورد اعتبار المشفى واعتبار الطبيب المعتدى عليه. ويقتصر العمل فقط على العمل الإسعافي".
وفي تفاصيل الاعتداء، قال الطبيب حكمت خطيب، مدير المشفى، لـ"العربي الجديد": "وقع الاعتداء في مشفى معرة مصرين بتاريخ 2 مايو/ أيار الجاري بعد المغرب، حيث دخل مريض المشفى ومعه مرافقون، وقد أجرى عملية جراحية من فترة شهر، لأجل مراجعة روتينية، حدث ازدحام في قسم الإسعاف، فطلب الطبيب المناوب في قسم الإسعاف طارق المصطفى من المرافقين أن يخرجوا وينتظروا في الساحة فرفضوا مباشرة، وتطاولوا بالكلام على الطبيب، تطور الوضع إلى اعتداء بالأيدي عليه ثم الضرب المبرح له وللممرض الذي كان معه في ساحة الإسعاف، مع تهديد وشتم. والمفارقة أن المريض الذي أجريت له العملية كان يضرب الطبيب بالعكازة لديه، بعد أن وقع أرضا".
وأضاف خطيب " كرد اعتبار للمشفى والطبيب، اتخذ إجراء بإيقاف العمل في القسم البارد بقسم العيادات، ولم يوقف استقبال الحالات الإسعافية أبدا، فالضغوطات التي يتعرض لها الكادر الطبي في الوقت الراهن كبيرة، هناك شكوى كبيرة على مجموعات التواصل بين الأطباء، كما أن هناك حملة تنمر كبيرة وشديدة لا نعلم ما سببها، خاصة في الآونة الاخيرة ".
وأردف خطيب "الاعتداءات التي ليس لها تفسير أو مبرر يمكن أن تسبب هجرة قسم من الأطباء من المنطقة، وهناك حديث يدور بين الأطباء عن أنه بحال استمر الوضع على حاله فلن يكونوا قادرين على الاستمرار، لا يوجد أمن وتصل إليهم تهديدات يوميا، والتهديد والتنمر تكرر في أكثر من مشفى وليس فقط في معرة مصرين".
ولفت خطيب إلى أن المشفى هو خدمي صحي طبي، ليس من صلاحياته وضع حد لهذه الاعتداءات، تم تسجيل دعوى في المخفر في معرة مصرين وهو يتابع القضية، ووعد بحل لعدم تكرار هذه الحوادث في المشفى.
ووفقاً لخطيب "فالمشفى جراحي خدماته مجانية 100 بالمائة، يعمل في معرة مصرين منذ بداية الثورة، بدأ كنقطة طبية وتطور إلى مشفى كبير بسعة أربعين سريرا، وباختصاصات نوعية جراحية كثيرة، وعدد المستفيدين وسطيا خلال الشهر يبلغ 13 ألف مستفيد، والمنظمة الداعمة هي الجمعية الطبية السورية الأميركية "سامز".
وختم خطيب "ما حدث أمس هو لإيصال ألم فئة مهمة جدا وهم الأطباء، وتم تقديم كتاب لنقابة الأطباء ومديرية الصحة والمنظمة الداعمة، لإصدار استنكار وإدانة كي لا تمر الحادثة كما مرت غيرها في باقي المشافي، عسى أن نجد حلا أو نوصل فكرة للناس في المنطقة أننا معهم ولسنا ضدهم وألمنا ألمهم، ونرجو تفهم الوضع بشكل صحيح".
حادثة الاعتداء لاقت استهجانا واستنكارا من أهالي المنطقة والمراجعين، كونها تضر بالمشفى وتزيد من الضغوطات التي يعانيها الكادر الصحي.
وأوضح لؤي نداف، أن المشفى يبذل كافة الجهود المطلوبة تجاه المرضى، ويجب تقدير هذا الأمر، كون قسم الإسعاف على وجه التحديد يعاني من ضغط كبير من قبل المراجعين. والبعض دعا لوجود عناصر قادرة على حفظ الأمن في المشفى تمنع وقوع مثل هذه الاعتداءات على الكوادر الصحية.
عامر أبو حمزة (32 عاما) استنكر في حديث لـ"العربي الجديد" حادثة الاعتداء، مشيرا إلى أنه، خلال مراجعة أي مشفى أو مركز طبي في المنطقة، يكون هناك الكثير من الناس، والضغط كبير على الأطباء، ويجب على المراجع التحلي بالصبر وأن يقدر ما يمر به الطبيب من ظروف.
ويعاني القطاع الطبي في المناطق المحررة من ضغوطات كبيرة، منها الكثافة السكانية ونقص المعدات وقلة الكوادر، وتعرض كثير من مشافي المنطقة على مدار السنوات الماضية لضربات جوية من قبل الطيران الروسي وصواريخ النظام، آخرها كان القصف الصاروخي الذي تعرض له مشفى الأتارب بريف حلب الغربي في 21 مارس/ آذار، ما يضع المشافي والمراكز الصحية تحت التهديد على الدوام، ويتطلب الحفاظ عليها وعلى كوادرها .