تتوالى المساعدات المقدّمة إلى النظام السوري عبر المطارات والحدود البرية لدعم المتضرّرين من الزلزال الذي ضرب شمالي سورية وجنوبي تركيا في السادس من فبراير/ شباط الجاري، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومة النظام عن "خطة عمل وطنية" للتعامل مع آثار هذا الزلزال.
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" التابعة للنظام أنّ طائرة مساعدات مصدرها دول الاتحاد الأوروبي حطّت، اليوم الأحد، في مطار دمشق الدولي وعلى متنها مواد إغاثية وطبية للمتضرّرين من الزلزال. وقال مدير مكتب العمليات الإنسانية للاتحاد الأوروبي في سورية لويجي باندولفي: "جئنا في بعثة منظمة من قبل الاتحاد الأوروبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين لها في أسرع وقت". أضاف أنّه "منذ اليوم الأول لوقوع الزلزال زاد الاتحاد دعمه لسورية عبر الهلال الأحمر، لضمان وصول المساعدات إلى كلّ أنحاء سورية. ومنذ الثامن من فبراير الجاري، فعّلنا الآلية الأوروبية للمساعدات المدنية، وثمّة 15 دولة أوروبية أرسلت مساعدات إلى سورية لدعم جهود الإغاثة بعد الزلزال"، مشدّداً على أنّه "سوف نستمرّ في تقديم هذه المساعدات".
وأفاد رئيس جمعية الهلال الأحمر السوري التابعة للنظام خالد حبوباتي بأنّ الطائرة تحمل 120 طناً من المواد الإغاثية والطبية مقدّمة من دول الاتحاد الأوروبي، وهي الثالثة من نوعها، علماً أنّ طائرات أخرى سوف تتبعها، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام الرسمية.
من جهته، أشار مدير مطار اللاذقية زياد الطويل إلى أنّ الطائرات الإماراتية حملت على متنها 10 سيارات إسعاف مجهّزة بكلّ المستلزمات المطلوبة لدعم المنظومة الصحية وتعزيز خدمات الإسعاف لنقل المصابين والمرضى إلى المراكز الصحية والمستشفيات في محافظة اللاذقية غربي البلاد، بالإضافة إلى 10 أطنان من المساعدات الطبية.
في سياق متصل، ذكر موقع "صوت العاصمة" أنّ ثمّة جهوداً إماراتية-عُمانية تُبذل من أجل ترميم القطاع الصحي والبنى التحتية في سورية، مستفيدة من التجميد المؤقّت للعقوبات الغربية المفروضة على النظام ومؤسساته.
ونقل الموقع عمّا وصفه بـ"المصادر الخاصة" قولها إنّ المساعي الإماراتية بدأت مع وصول وزير الصحة الإماراتي عبد الرحمن العويس، الثلاثاء الماضي، إلى سورية بعد أسبوعَين من الزلزال، وزيارته عشرات المستشفيات في المناطق المتضرّرة من الكارثة الطبيعية الأخيرة للاطلاع على واقع القطاع الصحي السوري ومدى قدرته على التعامل مع الكوارث.
أضاف "صوت العاصمة" أنّ الإمارات سوف تُشرف على إنشاء مستشفيات عدّة، وسوف ترسل أجهزة طبية متطوّرة تتضمّن حاضنات أطفال وأجهزة تصوير إشعاعي حديثة وتجهيزات لغرف عمليات جراحية دقيقة لجراحات خاصة بالأعصاب والقلب.
وتابع الموقع نفسه أنّ سفير سلطنة عُمان في دمشق تركي البوسعيدي تعهّد بأنّ بلاده سوف ترسل تجهيزات ومستلزمات صحية ومعدّات لفحص المباني والهياكل الإنشائية، بالإضافة إلى مواد بناء أساسية بهدف إعادة إعمار المرافق العامة والبنى التحتية التي تضرّرت من جرّاء الزلزال الأخير.
ولا يُعَدّ تحرّك الإمارات لدعم القطاع الطبي التابع للنظام السوري جديداً، إذ أنشأت جمعية الهلال الأحمر الإماراتي مستشفى الشيخ محمد بن زايد بالقرب من قصر المؤتمرات في محافظة ريف دمشق، في العام الماضي، كما جهّزت مستشفى آخر في مدينة حلب (شمال) في إطار دعم وزارة الصحة التابعة لحكومة النظام في جهودها الآيلة لتخطّي أزمة كورونا الوبائية.
وكانت حكومة النظام السوري قد أعلنت أمس السبت، بعد 19 يوماً على الكارثة، عن "خطة عمل وطنية" للتعامل مع تداعيات الزلزال. وقال رئيس حكومة النظام حسين عرنوس إنّ "الدولة تدرس كلّ الخيارات للتعويض على المتضرّرين"، بحسب ما جاء على موقع الحكومة الرسمي.
وتشمل الخطة بحسب الإعلان الرسمي "مواصلة استكمال جمع البيانات لبناء قاعدة متكاملة وتحديثها بشكل مستمرّ وفقاً لحجم وطبيعة الضرر، وتحديث قائمة الاحتياجات من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات، وإعداد خريطة أضرار مكانية للمناطق المتضرّرة على المستوى الإقليمي".
كذلك جدّدت الحكومة عزمها على إيصال المساعدات الإغاثية للمتضرّرين من الزلزال عن طريق لجان الإغاثة الفرعية في المحافظات التابعة لـ"لجنة الإغاثة العليا" التي تشرف عليها حكومة النظام والأجهزة الأمنية، بحسب ما جاء في تقرير سابق لـ"الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
وتعهّدت حكومة النظام بالعمل على تأمين مساكن مؤقتة بديلة عن مراكز الإيواء ذات الطابع الخدمي، من قبيل المدارس، من أجل إعادتها إلى الخدمة التي كانت تقدّمها، مع التأكيد على ضرورة "متابعة فرق الدعم النفسي للتواصل مع الأطفال لمساعدتهم على تخطّي آثار الأزمة"، مشيرة إلى أنّها اختارت موقعَين في حلب واللاذقية لإنشاء عدد من المباني لإيواء من شرّدهم الزلزال.