استمع إلى الملخص
- **تجارب السكان مع المنازل المتضررة:** يعاني السوريون من العيش في منازل متصدعة، مثل أحمد حموش وباسم عبد القادر حسن، ويضطرون لمغادرة منازلهم عند حدوث أي هزة، مع عدم قدرتهم على تحمل تكاليف الترميم.
- **الحاجة إلى تدخل المنظمات:** يطالب السكان المتضررون بتدخل المنظمات لفحص ودعم المباني المتصدعة بإشراف مهندسين، ويحتاجون إلى مساعدة عاجلة لإصلاح منازلهم أو توفير مأوى مؤقت لهم.
شعر السوريون برعب كبير حين ضربت هزة أرضية منطقة السلمية بمحافظة حماة وسط سورية في 12 أغسطس/ آب الجاري، خصوصاً أنهم عاشوا زلزال فبراير/ شباط 2023 ومآسيه. وهم يعيشون في قلق دائم من القذائف أو الصواريخ أو الهزات والزلازل
يتخوف كثير من السوريين الذين يعيشون في منازل تصدّعت جراء الزلزال الذي ضرب منطقة شمالي سورية في فبراير/ شباط 2023 من انهيار منازلهم، لا سيما بعد الهزة الأرضية التي ضربت منطقة السلمية بمحافظة حماة (وسط) في 12 أغسطس/ آب الجاري، وأثارت تساؤلات حول درجات الأمان في هذه المنازل، وكون البقاء فيها خياراً موثوقاً.
وما يخيف السوريين أكثر هو غياب لجان متخصصة لفحص وتقييم الأضرار الحقيقية التي لحقت بهذه المنازل، خاصة أنها تحتوي بوضوح على تصدعات تشهد على الأضرار التي خلّفها زلزال فبراير، ما يدق ناقوس الخطر في حال حصول هزات أرضية وزلازل جديدة قد تتسبب في انهيار هذه المنازل على رؤوس سكانها.
في قرية الزرزور بريف جسر الشغور، يعيش أحمد حموش وأسرته في قلق وتوتر دائمين بسبب التهديد المستمر بحدوث هزة أرضية قوية أو زلزال قد يهدمان منزله المتضرر فعلاً. وبلغت هذه المخاوف ذروتها ليل 12 أغسطس، ويقول حموش لـ"العربي الجديد": أخاف على أطفالي وزوجتي من العيش في منزل لم تفحصه أي جهة متخصصة بعد زلزال عام 2023، وأنا لا أعرف كيف أستطيع أن أحميهم إذا حدثت هزة قوية أخرى. يحتوي البيت على تصدعات كبيرة، وأي هزة أخرى قد تتسبب في انهياره بالكامل. لم يأتِ أحد ليعاين المنزل أو يطمئننا على سلامته لذا نعيش في خوف دائم".
يضيف: "عندما تحدث هزات نترك كل شيء، ونخرج من المنزل بسرعة. نذهب إلى الشارع، ونبقى هناك حتى نشعر بأمان، كما حدث خلال الهزة الأرضية الأخير حين احتمينا في مكان بعيد عن المنزل بعدما خفنا كثيراً، ثم عدنا حين شعرنا بنوع من الطمأنينة والراحة".
أيضاً يتحدث باسم عبد القادر حسن، الذي يقيم في مدينة جبلة، عن المخاوف التي يعيشها مع أفراد عائلته في الوقت الحالي، لا سيما بعد الهزة الأرضية الأخيرة، ويقول لـ"العربي الجديد": "أحدث زلزال العام الماضي تصدعات في الأعمدة والجدران، وصنّفت لجنة الأضرار بأنها خفيفة وتحتاج إلى إعادة ترميم، وقدّرت التكلفة بنحو 15 مليون ليرة (900 دولار) لم أستطع تأمينها لأنني موظف، كما أن البيت يتألف من طابقين ما يزيد صعوبة مغادرته والبقاء في مكان آخر لفترة. ويشمل هذا الوضع منازل كثيرة إضافة إلى مدارس ومحلات تجارية تحتاج إلى ترميم، وهو ما لا تدعمه حكومة النظام التي تترك للأهالي مسؤولية التكفل بالأضرار. والخوف دائم بسبب هذه الأوضاع، ومعظم البيوت قديمة، ويتجاوز عمرها 30 سنة".
وكانت اللاذقية من بين المدن التي تضررت بزلزال فبراير 2023، ثم أعادت الهزة الأرضية في 12 أغسطس مخاوف السكان من انهيار المنازل فوق رؤوسهم، في وقت تتجاهل فيه الأجهزة التابعة لحكومة النظام التعامل مع الأمر بجدية.
ومن بين سكان المنازل المتضررة مراد أبو فيصل (53 عاماً) الذي يُقيم في منزل متصدع جراء زلزال فبراير 2023. وهو يقول لـ"العربي الجديد": "أعيش في هذا المنزل منذ سنوات طويلة، ولم أتخيل قط أنني سأواجه هذه الظروف. كان زلزال 2023 مرعباً، وألحق أضراراً جسيمة بمنزلي إذ تشققت الجدران وتضررت الأسقف، لكننا حاولنا التعايش مع الوضع رغم الخوف المستمر".
يتابع: "عندما حدثت الهزة الأخيرة شعرت بأن الأرض تنهار تحت أقدامنا. لم أملك الوقت لأخذ أي شيء معي فخرجت بسرعة مع عائلتي من المنزل. لا يمكن أن أصف الخوف الذي شعرت به في تلك اللحظة. كل ما كنت أفكر به هو كيف أحمي عائلتي وأين يمكن أن نكون في أمان. الآن، لا نعرف ماذا سنفعل. هل نعود إلى منازلنا المتضررة؟ وهل سنكون بأمان إذا حدثت هزات أخرى؟ هذه الأسئلة تجعلنا نعيش في قلق دائم، ونحتاج إلى مساعدة ودعم الأجهزة المسؤولة لإصلاح منازلنا أو حتى توفير مأوى مؤقت لنا. أصبحت الحياة غير مستقرة، والخوف يسيطر على كل لحظة نعيشها".
وقال عزت ممدوح: "شعرنا بوضوح بالهزة الأرضية التي حصلت ليل 12 أغسطس في منطقة حارم المحاذية للحدود مع تركيا. تصدّع منزلي من زلزال 2023 باعتبار أن منطقة حارم كانت من بين أكثر المناطق تضرراً من الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سورية، ولم تعمل أي من المنظمات على فحص منزلي الذي أعلم بأن درجة التصدعات فيه أكثر من متوسطة. وبعد الزلزال لم أملك إلا خيار محاولة ترميم المنزل الذي كان يجب أن يشمل أسسه بالكامل مع وضع عواميد إضافية لمنع زيادة تأثير الهزات الأرضية على المبنى بشكل كبير".
يضيف: "يجب أن تعيد المنظمات العاملة في شمالي سورية فحص المباني المتصدعة، وتدعّم المباني بإشراف مهندسين ذوي خبرة خاصة في المناطق الأكثر تضرراً من زلزال 2023. ولو كانت الهزة الأرضية التي حصلت في 12 أغسطس أقوى بنصف درجة أو حدثت في ريف حماة شرقي منطقة إدلب لأنهار عدد كبير من المباني".
ويقول محمد السيد معمر لـ"العربي الجديد": "أعيش في بيت ضمن مخيم، وهو متشقق ومتهالك. منذ حدوث زلزال عام 2023 لا تزال البيوت متصدعة ومخيفة. التصدعات القديمة هم كبير بالنسبة لنا، فالبيت كله يجب أن يُهجر من أجل الاستقرار في مكان آمن. وعموماً لم تفحص أي جهة المنازل بعد الزلزال لذا مخاوفنا كبيرة، ومع تكرر الهزات الأرضية منذ أيام، لا ملجأ لنا إلا الخيام. وإذا حدثت هزات ارتدادية، فليكن الله في عوننا".
وتعرضت مناطق في شمال غربي سورية وجنوب تركيا، فجر الاثنين في 6 فبراير/ شباط 2023 لزلزالين بقوة 7.6 و7.8 درجات على مقياس ريختر، واعتبرا الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب في كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.