لقي خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال مصرعهم غرقاً في مسطّحات مائية قرب مدينة عفرين بريف حلب شمال غربي سورية، يوم الجمعة، ليرتفع عدد الغرقى في المسطحات المائية منذ بداية العام الحالي، بحسب منظومة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء)، إلى 25.
وقال المتطوع في الدفاع المدني بيبرس مشعل، لـ"العربي الجديد"، إن الفرق المنتشرة في ريف حلب انتشلت خمس جثث لأشخاص غرقوا في مسطحات مائية، بينهم ثلاثة أطفال، اثنان منهم شقيقان، وذلك أثناء لعبهم قرب ساقية شلالات كمروك، بينما توفي آخر أثناء السباحة في بحيرة ميدانكي في منطقة عفرين.
وأوضح أن الفرق أنقذت أيضاً 10 مدنيين، تسعة في منطقة عين الزرقاء غربي إدلب، والعاشر من بحيرة ميدانكي، مشيراً إلى أن حصيلة الوفيات غرقاً يوم الجمعة هي الأعلى منذ بداية العام الحالي، رغم كل التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني السوري باستمرار، لكن ظاهرة الغرق لا تزال تزهق أرواح المدنيين وسط استهتار كبير من الأهالي.
وأشار إلى أن هذه المسطحات المنتشرة في ريفي إدلب وحلب خطرة ووعرة وتنتشر فيها الأعشاب بكثرة، وقد تؤدي برودة مياهها في كثير من الأحيان إلى التشنج العضلي، وبالتالي عدم القدرة على السباحة ومن ثم الغرق، إضافة إلى أن العديد من الأهالي القاصدين هذه المسطحات المائية لا يصطحبون معهم معدات الأمان والسلامة، كطوق النجاة والإطارات المطاطية التي تساعد على الطفو.
ولفت إلى أن عدد الغرقى ارتفع منذ بداية العام الحالي وحتى الجمعة إلى 25، فيما أنقذت فرق الدفاع أكثر من 35 مدنياً كادوا أن يغرقوا.
وبحسب مشعل، فإن فرق الدفاع المدني تعمل ضمن خطة شاملة للاستجابة لعمليات الإنقاذ المائي، من خلال انتشار نقاط رصد وإنقاذ دائمة في كل من بحيرة ميدانكي في عفرين شمالي حلب وعين الزرقاء بريف إدلب الغربي خلال موسم الصيف، بهدف حماية المدنيين من الغرق، وهي بمثابة مراكز جاهزة دائماً وتعمل على الرصد والاستطلاع على امتداد المسطح المائي، بغرض الاستجابة الفورية والمباشرة لأي حادثة قد تحصل.
وتتألف النقاط في كلتا المنطقتين من غطاسَين اثنين في كل نقطة وبدلتي غوص كاملتين وقارب لسهولة التنقل في المياه والبحث عن الغرقى واختصار الوقت، إضافة إلى منظار وقبضات تواصل لاسلكية، وبطبيعة دوام بنظام مناوبات بين المتطوعين، للتغطية الشاملة، لكن هذه الإجراءات ووجود الفرق في نقاطها بالقرب من المسطحات المائية لا تعني أبداً أنها آمنة ولا تزيل خطر السباحة فيها.
وتنتشر في أرياف إدلب وحلب العديد من المسطحات المائية التي تشكّل متنفساً للسكان، بسبب سيطرة قوات النظام على كامل شريط البحر الأبيض المتوسط، لكن غالباً ما كانت ترافق زيارة هذه المسطحات مخاطر بسبب عدم تجهيزها للسباحة، ووقوعها ضمن مناطق زراعية.