يواصل أفراد الطاقم الصحي العامل في المستشفى المتخصص في الأمراض النسائية وطبّ الأطفال التابع لمنظمة "الأطباء المستقلين"، في مدينة عفرين شمالي سورية، عملهم في خيام شُيّدت في محيط المستشفى، فيقدّمون الخدمات الإسعافية للأطفال والنساء ضمن الإمكانيات المتاحة، وذلك بعد أربعة أيام على خروجه عن الخدمة بسبب التصدّعات والأضرار التي لحقت به، والتي نجمت عن زلزال السادس من فبراير/ شباط الماضي الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي.
ولهذا المستشفى دور كبير في التخفيف من معاناة سكان المنطقة والنازحين إليها، فهؤلاء يضطرون في الوقت الراهن إلى قطع مسافات طويلة لتلقّي العلاج في حال لم يكن متاحاً ضمن الخيام في محيطه.
فاطمة امرأة سورية اصطحبت ابنها إلى المستشفى للحصول على معاينة اليوم الاثنين، بحسب ما أفادت "العربي الجديد"، وقد بيّنت أنّه "يخفّف عبئاً كبيراً عنّي". ولفتت إلى أنّ صيدلية المستشفى توفّر للناس أدوية مجانيّة لا قدرة لهم على شرائها، مؤكدة أنه "ليس في مقدورنا الذهاب إلى المستشفيات الخاصة، لذا نرجو أن يستمرّ العمل فيه".
تجدر الإشارة إلى أنّ لجنة هندسية مختصة عمدت أخيراً إلى تقييم الوضع في المستشفى بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة وخلّف أضراراً فيه، وقد خلصت إلى ضرورة إخلائه.
من جهته، قال المدير الإداري في المستشفى شادي العلي، لـ"العربي الجديد"، إنّه "الوحيد في عفرين المتخصص في الأمراض النسائية وطبّ الأطفال، وبعد كارثة الزلزال الأخيرة، تضرّر مبناه، الأمر الذي أدّى إلى خروجه عن الخدمة". وشرح أنّه "من خلال سعي إدارة المستشفى إلى ضمان مواصلة الخدمات التي تقدّمها للأهالي، أقامت خياماً تقدّم فيها الخدمات الإسعافية".
وناشد العلي "المنظمات الدولية والأممية أن تؤمّن مبنى آمناً للطاقم الطبي في المستشفى وللمستفيدين بهدف الإبقاء على العمل"، علماً أنّ "عدد الخدمات التي كانت تقدّم فيه شهرياً يتراوح ما بين سبعة آلاف خدمة و10 آلاف". أضاف أنّ "النساء يُستقبَلنَ في الوقت الراهن في العيادة النسائية وكذلك الأطفال، فيما تتوفّر خيمة-صيدلية وخيمة مخصّصة للولادات الطبيعية"، لكنّه لفت إلى "نقص كبير في الخدمات اليوم، بسبب عدم توفّر مبنى مؤهّل لإجراء العمليات القيصرية ولاستشفاء الأطفال".
في سياق متصل، أفادت الممرّضة العاملة في المستشفى هنادي الحسن "العربي الجديد" بأنّه "كان يخدم شريحة كبيرة من المستفيدين في منطقة عفرين، وبعد الزلزال، خرج عن الخدمة بسبب التصدّع". أضافت: "نحن نعمل، في الوقت الراهن، في خيام ميدانية غير قادرة على تأمين الخدمة لكلّ المراجعين"، مشيرة إلى أنّ "استقبال الحوامل والأطفال متوقّف، ونجد صعوبة في تأمين أسرّة للمرضى من مناطق أخرى، وننقل كذلك المرضى إلى أماكن بعيدة جداً". وتابعت الحسن: "نستطيع توفير خدمة للولادات الطبيعية في الخيمة، لكنّ ثمّة حالات تستدعي تدخّلاً جراحياً، فنواجه صعوبة كبيرة في تلبية ذلك".
أمّا الممرّض حازم الصليبي فقال لـ"العربي الجديد": "نحن نعمل في الوقت الراهن، بحسب خطة طوارئ، في خيام بساحة المستشفى الذي أُخلي على خلفية ما خرج به تقرير أعدّه مهندسون متخصصون. واستجابت منظمة الأطباء المستقلين إلى نتائج التقرير، ونصبت الخيام إلى حين إيجاد مبنى جديد أو ترميم المستشفى".
تجدر الإشارة إلى أنّ الزلزال تسبّب في خروج منشآت صحية عديدة عن الخدمة في شمال غرب سورية. وفي المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة في إدلب، خرجت 34 منشأة صحية عن الخدمة، بحسب ما أوضح مدير المكتب الإعلامي في مديرية صحة إدلب عماد زهران لـ"العربي الجديد". ولفت زهران إلى أنّ "ثمّة سعياً في الوقت الراهن إلى إصلاح وترميم هذه المنشآت، وقد يجرى ذلك بالتعاون مع بعض المنظمات،" موضحاً أنّ "فرقاً هندسية تجري عمليات كشف فني على المنشآت".