سورية: العاصفة تتلف أراضي سهل الروج في إدلب

20 مارس 2023
العاصفة التي ضربت الشمال السوري كانت قاسية (أسامة الخلف)
+ الخط -

يجول الفلاح أبو خالد في حقله في منطقة سهل الروج في شمال غرب سورية، وقد غمرت مياه السيول المكان بفعل العاصفة التي ضربت مناطق شمال غرب سورية. خلال تجواله، راح يبحث بين مساكب الخضار، عما تبقى من أنفاق كان قد زرعها قبل فترة. 

يقول لـ "العربي الجديد": "جرفت السيول كل شيء وكنت قد جهزت جزءاً من الحقل وزرعته ببذور الفاصولياء بطريقة الأنفاق أو ما يعرف بالزراعة المبكرة. نغطي النبات بعازل بلاستيكي ليحميه من البرد، وبالتالي نحصل على موسم مبكر. إلا أن السيول تشكلت وجرفت كل شيء". يضيف أنه لم يقدر خسارته، لكنه خسر الوقت، وهو العامل الأهم في الزراعة. كان يجني محصوله قبل بقية المحاصيل بنحو عشرين يوماً ما يعني حصوله على أفضل الأسعار. لكن بعد هذه العاصفة سيضطر إلى الزراعة مرة أخرى، ما يعني أنه سيتأخر عن بقية المزارعين بمدة تفوق الشهر. بالتالي، لن يكون المردود جيداً، ناهيك عن خسارته التي تكبدها في الزراعة وتجهيز النفق وثمن الأسمدة. 

أبو خالد هو أحد المزارعين الذين خسروا حقولهم أو جزءاً منها نتيجة تشكل السيول في مناطق سهل الروج بريف إدلب الغربي مثل قرى عدوان، والغريز، وعري. وكان الضرر الأكبر في الخضار المزروعة ضمن الأنفاق. ويقول المزارع من عدوان عبد الكريم أبو محمد، إنهم انتظروا وصول المنخفض بفارغ الصبر على أمل ري الأراضي العطشى. لكنهم لم يتوقعوا أن تقضي الأمطار على آمالهم بالحصول على موسم جيد. وكانت الأمطار غزيرة جداً وأدت إلى تشكل سيول تدفقت من المناطق المرتفعة باتجاه الوديان والمناطق السهلية، وقد أتلفت ما أتى في طريقها.

خسر أبو محمد دونم الخيار والفاصولياء في منطقة عدوان، ولا يتوقع أن يتمكن من الزراعة مجدداً. الأرض تحتاج إلى فترة حتى تجف، ثم تجهيزها من جديد وقد يفوته الموسم هذا العام، ما سيجربه على زراعة أي نبات صيفي بدلاً من الخضار التي تلفت. يضيف أن المكسب الحقيقي للفلاح هو الزراعة المبكرة أي التي تزرع قبل انتهاء فصل الشتاء، ما يعني توفير مصاريف سقايتها وجني المحصول قبل غيره من الزراعات المماثلة وبالتالي تحقيق ربح أفضل. إلا أن غالبية الأنفاق الموجودة في المنطقة والتي تعرضت للسيول تلفت، ولم تسلم إلا المناطق المرتفعة.

من جهته، يقول المهندس الزراعي مازن العبد الله لـ "العربي الجديد": "تضررت زراعة الأنفاق في عدة مناطق بسهل الروج بالإضافة إلى بعض المحاصيل في المنطقة، ما يعني أن المزارع سيدفع تكاليف إضافية لتجهيز الحقل مجدداً، ولن يكسب نفس المردود الذي كان يأمل به". يضيف: "يعتمد قسم من أهالي سهل الروج على زراعة الأنفاق، التي تزرع قبل الزراعة المكشوفة بنحو عشرين يوماً، إلا أن العاصفة أتلفت الأنفاق وبات على المزارع الاعتماد على الزراعة المكشوفة. بالتالي، خسر عنصر الوقت عدا عن خسارته المال الذي تكبدته للزراعة".  

ويعتبر سهل الروج سلة غذائية مهمة في إدلب، ولا توجد إحصائية دقيقة حتى الآن للمساحات التي أتلفتها السيول. ويأمل المزارعون أن تنتهي العاصفة ليتمكنوا من تجهيز حقولهم مجدداً وتعويض جزء من الخسارة الكبيرة التي لحقتهم.

المساهمون