سورية: إيقاف محطّات لضخ المياه في الرقة خوفاً من التلوث 

03 ابريل 2023
زادت العكورة في مياه نهر الفرات (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

تسبّبت الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية بفيضانات وسيول أدت إلى زيادة العكورة في مياه نهر الفرات، المصدر الرئيسي لمياه الشرب لمحافظة الرقة شمالي سورية. ونتيجة لذلك، قطع مكتب المحطات في "مجلس الرقة المدني" المياه عن ريف الرقة والمدينة مرات عدة خوفاً على سلامة العامة. وتضم الرقة محطات ضخ رئيسية وفرعيّة لمياه الشرب، كمحطة المسلخ ومحطة الكسرات، اللتين تغذيان مدينة الرقة وريف الرقة الجنوبي، ومحطة القرميد ومحطة جروة اللتين تغذيان ريف الرقة الشرقي، ومحطات تل السمن والزاهرة والكالطة والأسدية التي تغذي الريف الشمالي في المحافظة، بينما تغذي محطات أبو جدي والسلحبية وحاوي الهوى الريف الغربي من المدينة.

ويوضح الناشط عبد الله الخلف، وهو من أبناء مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد"، أنه "منذ مطلع شهر مارس/ آذار وحتّى إبريل/ نيسان الجاري، شهدت الرقة وأحياءها انقطاعات متكرّرة لمياه الشرب، بعد حدوث فيضانات وسيول صبّت في نهر الفرات، ما زاد من عكورته، الأمر الذي دفع دائرة المياه في الرقة إلى إصدار تعاميم بأنّها ستقطع المياه بالسّاعة واليوم وتنبيه الأهالي لضرورة زيادة الحرص، وعدم استعمال المياه إلى حين التّأكّد من سلامتها، والعمل على تنقية المياه باستخدام المرشحات وأدوات التنقية في محطات التصفية".

سناء العلي، من سكان مدينة الرقة، تقول لـ "العربي الجديد" إنّه "خلال الفترة الحاليّة، ومنذ بدء موسم الأمطار، لاحظنا تغيّر لون المياه الواردة عبر الشبكة، إذ يغلب لون التراب عليها". تضيف: "نضطر إلى ترك الصنبور مفتوحاً عدة دقائق حتى تعود المياه نقية. ومعظم الأحيان، نقوم بغلي المياه وتبريدها ووضعها في البراد لاستخدامها في الشرب والطبخ وما سواه".

من جهة أخرى، يقول المزارع علي العيسى (40 عاماً) من منطقة الحمرات بالريف الشرقي لمدينة الرقة لـ"العربي الجديد": "الوضع العام  بريف الرقة الشرقي منذ هطول الأمطار وفيضان القنوات ونهر البليخ لم يكن جيداً. كثرت انقطاعات مياه الشرب بعدما توقّفت المحطة الجنوبيّة الواقعة عند مصب نهر البليخ في نهر الفرات، وهي تغذي عدداً من القرى نتيجة ارتفاع العكورة في مياه النهر وهي واضحة للعيان. وتوقفت المحطّة الشماليّة للريف الشرقي الأسبوع الماضي نتيجة قلة الوارد من المياه لتغذية المحطة".

 

يضيف العيسى: "نتيجة زيادة توحل وفيضان نهر البليخ وصبه في مجرى نهر الفرات، الذي يعاني أصلاً من انخفاض منسوبه، خرجت أيضاً محطتا الجديدات والحوس عن  الخدمة بسبب الارتفاع الكبير في درجة عكورة المياه".

وبلغت نسبة العكورة في منطقة الحمرات 30 في المائة ومدينة الرقة 25  في المائة، كما يوضح رئيس مكتب البيئة محمد نور الهرم لـ"العربي الجديد". ويقول: "من خلال متابعة مكتب البيئة في فترة الأمطار والفيضانات، بلغت نسبة العكورة من خلال عينات مياه خام من نهر الفرات 25 في المائة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة الدنيا للأمان لمياه الشرب 5 في المائة في مدينة الرقة، الأمر الذي دفع مكتب المحطات إلى قطع المياه عدة مرات خوفاً على السلامة العامة للسكان".

يتابع الهرم: "النسبة الأخطر كانت لارتفاع نسبة العكورة في منطقة الحمرات، التي بلغت نتيجة العينات العشوائية والتحليل 30 في المائة من جراء السيول المتشكلة وفيضان نهر البليخ، الذي يصبّ في نهر الفرات بعد منطقة الرقة السمرة بالريف الشرقي".

شحّ في اللاذقية 

أفادت صحيفة الوحدة التابعة للنظام بأنّ أهالي أحياء الطابيّات وشارع العروبة يعانون العطش، وهم لا يحصلون على المياه إلّا بشق الأنفس، وذلك على الرغم من غزارة "نبع السن" مصدر المياه في المحافظة. وذكرت أن السبب الأساسي للمشكلة هو عدم توافق الكهرباء مع ضخ المياه، بالإضافة إلى ضعف الضخ في حي الطابيات، ويجرى الضخ ساعة واحدة فقط إلى الحيّ كل 48 ساعة، وفي أحسن الأحوال ساعتين".

وأوضحت الصحيفة أن سكّان الشاليهات أيضاً يشكون انقطاع المياه مدة أسبوعين، وذلك في شاليهات الدراسات بعد تركيب عدادات لها. وقالت الصحيفة في تقريرها إن "ما يثير حفيظتهم تبرير المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف بعكورة المياه في الفترة الأخيرة بسبب زيادة الغزارة المائية، ورأت أن عكورة المياه ظاهرة طبيعية مع ازدياد غزارة نبع السن".

ويقول الناشط الإعلامي حسام الجلاوي لـ"العربي الجديد" إن مشكلة المياه لا تقتصر فقط على حي الطابيّات وشارع العروبة في مدينة اللاذقية فقط، مضيفاً أن المشكلة تشمل معظم أحياء المدينة خصوصاً الأحياء الفقيرة، ومنها أحياء الدعتور والرمل الجنوبي، والسبب الرئيسي هو عدم توفر الكهرباء، بالإضافة إلى ساعات الضخ التي لا تتوافق مع ساعات وصل الكهرباء. ويلفت إلى أن الأهالي طالبوا مراراً بضرورة تأمين ساعات وصل الكهرباء مع ساعات ضخ المياه ليتمكنوا من الاستفادة من ضخ المياه.

ذ
المساهمون