سودانيون يؤدون صلاة عيد الفطر في الخرطوم على وقع أصوات القذائف

21 ابريل 2023
يأتي العيد على وقع حرب طاحنة بين الجيش و"الدعم السريع" (محمود حجاج/الأناضول)
+ الخط -

أدّى السودانيون في العاصمة الخرطوم، اليوم الجمعة، صلاة عيد الفطر على وقع مواجهات طاحنة بين الجيش و"قوات الدعم السريع" لم يتوقف قبلها بساعات دوي القذائف ومضادات الطيران.

وتجمّع المئات في العديد من أحياء العاصمة، مردّدين التهليل والتكبير والتحميد، بعضهم في ساحات عامة وآخرون داخل المساجد، بناءً على نصيحة من مجمع الفقه الإسلامي، لحماية أنفسهم من القصف المستمرّ في عدد من الموقع.

وفي منطقة سوبا، شرق الخرطوم، دعا خطيب صلاة العيد لوقف الحرب وعودة الأمن والأمان للسودان، وطلب من المصلين الوقوف مع الحق، وتجنب اتخاذ موقف محايد من الحرب، فيما سمع المصلّون أصوات مدافع بعيدة عنهم، سرعان ما توقفت.

ويقول المواطن صلاح عبد الله لـ"العربي الجديد"، إن مشاعره مضطربة تماماً ما بين فرحة بالعيد والحزن على سقوط قتلى وجرحى، فضلاً عن الدمار الشامل الذي تخلفه الحرب، داعياً أطراف الحرب للتفكير ملياً وتدارك ما يمكن تداركه لحفظ الأرواح والممتلكات.

أما سلمى عبد الله، فتوضح لـ"العربي الجديد"، أنها تقضي للمرة الأولى عطلة العيد وفرحته في الخرطوم، بعدما منعتها ظروف الحرب من السفر لمدينتها كسلا، شرق السودان، شأنها شأن كثيرين، باستثناء أهالي الولايات القريبة مثل الجزيرة، الذين تمكنوا من الخروج منها في الأيام الماضية.

أما أبو عبيدة مصطفى، والذي أدّى الصلاة في سوبا أيضاً، وهو الآخر لم يتمكن من السفر لمدينته عطبرة، شمال السودان، فيقول إن الأمر عنده حلو ومُرّ؛ حلو لأنه العيد السعيد الذي أمر فيه الله عز وجل بالفرحة وعدم إظهار مظاهر الحزن، ومرّ لأنها فرحة تحت حرب ضروس، آملاً في أن يصمت صوت الرصاص للأبد.

وكان قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد وجّه كلمة للسودانيين بمناسبة العيد، عبّر فيها عن أمله بتجاوز المحنة، وخروج الشعب منها أكثر وحدة وقوة وتماسكاً.

وأشار إلى أن البلاد هذا العام أصابها جرح بالغ الخطورة، حيث سقط قتلى وجرحى، وتشردت الأسر، ودُمّرت المنشآت والمنازل، "فالخراب والدمار وأصوات الرصاص لم تترك مجالاً لفرح يستحقه أهلنا في كل ربوع البلاد الحبيبة، فإننا لجد حزينين لهذا المآل"، مؤكداً ثقته في تجاوز تلك المحنة بما يحافظ على أمن ووحدة البلاد، وبما "يمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني"، على حدّ قوله.

المساهمون