لم تكن آية منير تتوقّع أن تتحوّل إلى ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة. لكنّ تجربة الطلاق في عمر مبكر والمعاناة التي تلتها دفعتاها إلى اللجوء إلى متخصّص في علم النفس نصحها بأن تكوّن مجتمعاً داعماً لها.
ولأنّ بلدتها الصغيرة الزقازيق بمحافظة الشرقية شمالي مصر لا توفر مثل هذه التجمّعات، أطلقت آية نشاطاً على فيسبوك في ذكرى طلاقها، للاحتفال بمرور عام على صمودها تحت عنوان "سوبر وومن". فاستجابت نساء عديدات ورحنَ يتحدّثنَ عن تجاربهنّ. وبالتالي بدأت في تأسيس مبادرتها لدعم النساء.
تقول آية إنّ المبادرة جاءت صدفة. وفي أثناء عملها بالقاهرة، كانت التجمّعات النسوية متاحة. لكنّها حين عادت إلى الزقازيق، لم يكن ذلك متاحاً، فأسّست المبادرة واستمرّت بدعم النساء. وعندما بدأت جائحة كورونا، تحوّلت المبادرة إلى إلكترونية وتبنّت حملات عديدة، في مقدّمتها "أنا الضحية القادمة بعد أزمة نيرة أشرف" إلى جانب قانون منصف للأسرة.
بالإضافة إلى ذلك، أسّست آية مبادرة "نجاة" لدعم النساء المعيلات والمعنّفات من خلال تدريبهنّ في مجالات مطلوبة عدّة في سوق العمل، من بينها صناعة أو كتابة المحتوى وإدارة الموارد البشرية، وغيرها من المجالات. وقد خرّجت المبادرة في عام 2022 الماضي 20 امرأة، فيما تسعى آية إلى رفع عدد المستفيدات من المبادرة.
بالنسبة إلى آية، فإنّ مفهوم النسوية يتعرّض للتشويه في الشارع المصري، وتُتّهم النسويات بأنّهنّ كارهات للرجال وملحدات ويرغبنَ في استقطاب الفتيات الصغيرات لتخريب المجتمع، لكنّ هذه اتهامات لا علاقة لها بالنسوية. ولا تخفي أنّها تتعرّض لحملات إلكترونية طوال الوقت تصل إلى حدّ الابتزاز.