سلوك ماكرون السلبي عرّضه للإصابة بفيروس كورونا: نموذج سيئ لمواطنيه

18 ديسمبر 2020
التقطته كاميرات التصوير وهو ينتهك قواعد التباعد (Getty)
+ الخط -

بينما يصارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فيروس كورونا في منتجع رئاسي بفرساي، تحدث منتقدون اليوم الجمعة عن سلوكيات سلبية عرضته للإصابة، من مصافحات عن قرب إلى تكرار تناول وجبات في مجموعات كبيرة خلال الأسبوع الماضي.

وينظر لماكرون باعتباره نموذجا سيئا غير عادل لمواطنيه، في توقيت تشهد فيه فرنسا تزايدا جديدا في أعداد الإصابات، ويؤكد الأطباء على الأسر توخي الحذر في موسم العطلات هذا، خاصة على موائد الطعام.

عادة ما يضع ماكرون كمامة ويظهر ملتزما بقواعد التباعد الاجتماعي، وشدد على أن استراتيجيته في مكافحة الفيروس مرجعها العلم، غير أن الرئيس البالغ من العمر 42 عاما التقطته كاميرات التصوير أكثر من مرة الأسبوع الماضي وهو ينتهك قواعد التباعد الفرنسية نفسها، إذ صافح رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أنخيل غوريا، وعانقه خلال اجتماع الاثنين الماضي.

ينظر لماكرون باعتباره نموذجا سيئا غير عادل لمواطنيه، في توقيت تشهد فيه فرنسا تزايدا جديدا في أعداد الإصابات

صحيح أن كليهما كان يضع كمامة، لكن مكتب ماكرون أقر اليوم الجمعة بأن التصرف كان "خطأ".

أمضى ماكرون يومين الأسبوع الماضي في مفاوضات مكثفة خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مع زعماء ست وعشرين دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. وأظهرت تسجيلات مصورة نشرها الاتحاد الأوروبي، أن الزعماء كانوا منتشرين في قاعة اجتماعات ضخمة في شكل دائرة ولم يكن ماكرون ومعظم القادة الآخرين يضعون كمامات.

ماكرون استضاف أو شارك أيضا في عدة وجبات جماعية كبيرة في الأيام التي سبقت ثبوت إصابته أمس الخميس، بما في ذلك مآدب مع أعضاء حزبه الوسطي وسياسيين منافسين، بينما تنصح السلطات المواطنين الفرنسيين حاليا بتجنب التجمعات التي تضم أكثر من ستة أشخاص. مكتب ماكرون أجرى اتصالات بكل من شارك الرئيس في تلك الوجبات، لكنه أخبر بعض من كانوا بعيدين عن الرئيس بأن الخطر بعيد عنهم.

وقال مسؤولون في الرئاسة الفرنسية اليوم الجمعة، إن ماكرون يعاني من الحمى والسعال والإرهاق. لم يدل المسؤولون بتفاصيل حول علاجه. ويقيم ماكرون في المقر الرئاسي في منتجع "لا لانتيرن" بمدينة فرساي الملكية السابقة، وسط بستان تحت حراسة مشددة.

جاء نبأ إصابة ماكرون بكوفيد-19، في وقت تشهد فيه السلطات الصحية الفرنسية ارتفاعا جديدا في أعداد الإصابات وتحذر من تفاقم الأمر أكثر مع استعداد الأسر الفرنسية للتجمع خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.

فرنسا سجلت 18254 إصابة جديدة أمس الخميس وبلغت حصيلة الوفيات الناجمة عن الفيروس لديها أقل من ستين ألفا بقليل.

معهد باستور الفرنسي نشر دراسة اليوم الجمعة، تشير إلى أن أوقات الوجبات في المنازل وفي الأماكن العامة هي أحد المصادر الرئيسية للإصابة بالفيروس.

وفي السياق، قال أرنو فونتاني عالم الأوبئة في معهد باستور، لإذاعة "فرانس-إنتر" اليوم: " يمكننا أن نرى بعضنا البعض، (لكن) ببساطة ينبغي ألا تكون أعدادنا كبيرة، وفي اللحظات الحرجة في الوجبات، لا ينبغي أن يوجد الكثير من الأشخاص على نفس الطاولة".

وقالت الرئاسة إن ماكرون أجرى فحصا "بمجرد ظهور الأعراض الأولى" صباح الخميس وإنه سيعزل نفسه لمدة سبعة أيام تماشيا مع توصيات سلطات الصحة الوطنية. ويعتزم ماكرون مواصلة العمل، وقد أدلى بخطاب عبر دائرة تلفزيونية مغلقة أمس الخميس، كما كان مخططا.

وزير الصحة الفرنسي أشار إلى أن ماكرون ربما أصيب بالفيروس خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل الأسبوع الماضي، لكن ماكرون عقد اجتماعات كثيرة في باريس أيضا.

سجلت فرنسا أول حالة إصابة بالفيروس في أوروبا في يناير/كانون الثاني الماضي، لكن حكومة ماكرون تعرضت لانتقادات لعدم وجود كمامات أو أدوات فحص كافية، وعدم فرض قيود على السكان بالسرعة الكافية.

أدى إغلاق صارم لمدة شهرين إلى خفض أعداد الإصابات، وأعادت فرنسا الأطفال إلى المدارس وعاد أولياء أمورهم إلى العمل. لكن الإصابات ارتفعت مرة أخرى هذا الخريف، ما دفع السلطات إلى إعلان إغلاق جديد أكثر مرونة في أكتوبر/تشرين الأول، بهدف تخفيف الضغط على المستشفيات. وخففت الإجراءات بشكل طفيف هذا الأسبوع، رغم استمرار إغلاق المطاعم والمواقع السياحية وصالات الألعاب الرياضية وبعض المرافق الأخرى.

(أسوشييتد برس)

 

المساهمون