استمع إلى الملخص
- تعرض منزل عائلة زوجها للقصف، مما أدى إلى استشهاد علا وسيدة أخرى وطفلتها، بينما يتلقى الرضيع الرعاية الطبية في مستشفى شهداء الأقصى.
- الجد عدنان الكرد يطالب المؤسسات الحقوقية بالتدخل لوقف الحرب ومحاسبة إسرائيل على جرائمها، مشيراً إلى أن غزة تعاني من دمار هائل ومجاعة قاتلة.
شهدت مستشفى العودة في غزة، أمس الجمعة، عملية قيصرية لجثمان الشهيدة الفلسطينية علا الكرد (25 عاماً)، التي كانت حاملاً في الشهر التاسع، واستشهدت في استهداف إسرائيلي لمنزلها. وقال المستشفى في بيان: "استقبل قسم الإسعاف والطوارئ شهيدة حاملاً في شهرها التاسع، وتم تحويلها فوراً إلى قسم العمليات، حيث باشر أطباء النساء والولادة عملية عاجلة لفتح بطن الشهيدة وإخراج الجنين، الذي وُلد حياً وتم تحويله إلى قسم الحضانة في مستشفى شهداء الأقصى".
واستشهدت الكرد وهي حامل في الشهر التاسع، إضافة إلى سيدة أخرى وطفلتها، في غارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل عائلة زوجها بمحيط مدرسة خالد بن الوليد في "مخيم 2" شرق النصيرات وسط القطاع. بينما يتلقى رضيعها مالك ياسين الرعاية الطبية اللازمة داخل قسم الحضانة بمستشفى "شهداء الأقصى" شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. وتتابع الطواقم الطبية في قسم الحضانة بالمستشفى الحالة الصحية للرضيع باستمرار، للتأكد من سلامته وعدم وجود أي إشكاليات صحية. وأكد أحد الأطباء المشرفين على الرضيع أن حالته الصحية "مستقرة".
مالك ياسين وُلد حياً لكن يتيماً في غزة
جَدّ الرضيع والد أمه، عدنان الكرد، يقف بجوار حفيده داخل قسم الحضانة، والدموع تنساب على وجنتيه بانتظار خروجه من المستشفى لمرافقته إلى المنزل. يقول الجد الخمسيني بنبرة حزينة: "تعرضت لصدمة شديدة عندما تلقيت نبأ استهداف منزل عائلة ياسين في النصيرات"، مضيفاً: "لم أتوقع أن تتعرض ابنتي علا الحامل للأذى، خاصة أن العائلة مدنية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري"، موضحاً أن "الجيش الإسرائيلي استهدف المنزل بصاروخ شديد الانفجار، ما تسبب في سقوط علا من الطابق الرابع إلى الأرض، واستشهاد زوجة شقيق زوجها وابنتها على الفور".
وذكر الكرد أنه "بعد القصف الإسرائيلي للمنزل وانتشال ابنتي، تم إدخالها إلى العناية المركزة في مستشفى العودة". وفور وصولها، تمكنت الطواقم الطبية من إجراء عملية ولادة قيصرية لإخراج الجنين، الذي تم تحويله إلى قسم الحضانة في مستشفى "شهداء الأقصى" لمتابعة حالته والتأكد من سلامته، بحسب الجد.
وقال الكرد إن ابنته علا "التحقت بأشقائها الذين استشهدوا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً مجاوراً لبيت العائلة، وهي رابع أبنائي، ولا يزال أحد أبنائي في غيبوبة كاملة في الجزائر"، متسائلاً والدموع تملأ عينيه وصوته بالكاد يُسمع: "ما ذنب هذا الطفل أن يولد دون أم، وأن يعيش يتيماً؟! ما الجريمة التي ارتكبتها علا حتى يتم استهدافهم وقتلهم بهذه الطريقة؟!"، مطالباً المؤسسات الحقوقية والأممية بـ"التدخل العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الأبرياء".
ويعيش في غزة 17 ألف طفل دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب القتل أو الاعتقال، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ عشرة أشهر، إذ تشن إسرائيل بدعم أميركي حرباً على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
(الأناضول، العربي الجديد)