"سكيت" أطفال غزة... عشرات الفتيان والفتيات يمارسون الرياضة الممتعة

"سكيت" أطفال غزة... عشرات الفتيان والفتيات يمارسون الرياضة الممتعة

06 ديسمبر 2022
يحلم رجب الريفي بتأسيس فريق للفتيات (محمد الحجار)
+ الخط -

نقل بعض الموهوبين في قطاع غزة رياضة "السكيت" من العالم الافتراضي إلى أرض الواقع، ومن أبرزهم رجب الريفي (26 سنة)، والذي يكرس جهده لتجهيز فريق متميز من الأطفال بعد تأسيسه أكثر من ستة فرق، ورغم أن بعضهم يسكنون على مسافة عدة كيلومترات بعيداً عن المنطقة المخصصة للتدريب، لكن حبهم لهذه الرياضة يجعلهم يتجاوزون مصاعب التنقل.
تنشط هذه الرياضة منذ سنوات في قطاع غزة، ويتزايد عدد الأطفال الراغبين على تعلمها، وكان الريفي من أوائل الأشخاص الذين نشطوا فيها منذ المراهقة، وطور أداءه فيها عبر تقديم عروض في مختلف الاحتفالات والمهرجانات، مما ساهم في نشرها بين الأطفال والشبان.

انضم إلى متدربي الريفي أكثر من 100 طفل عبر مجموعة على "فيسبوك" خلال العطلة المدرسية، يجتمع معهم في ساحة مقابلة لميناء غزة لممارسة رياضتهم، رغم أن الساحة تفتقر إلى أدوات السلامة، وتضم إمكانيات بسيطة للتأمين ضد حوادث اللعبة، وبعد انتهاء العطلة المدرسية، استمر التدريب في يوم الإجازة الأسبوعية.
يقول الريفي لـ"العربي الجديد": "في البداية كنت ضمن مجموعة شبابية أحبت رياضة (السكيت) رغم عدم توفر زلاجات أصلية في القطاع، تعلمنا من بعضنا، وطورنا أداءنا عبر الإنترنت، وعندها كان البعض ينظر لنا بغرابة، هناك الكثير من الرياضات محجوبة عن قطاع غزة بسبب الحصار والانغلاق عن العالم الخارجي، والأطفال أكثر من أحب عروضنا، فهم يهيمون بكل جديد".

الصورة
يبدأ التدريب من عمر الخامسة (محمد الحجار)
يمكن أن يبدأ التدريب من عمر الخامسة (محمد الحجار)

خلال تدريب الأطفال على مدار خمس سنوات، أحب المزيد منهم الرياضة غير المألوفة، لكن لا يوجد ملاعب مخصصة لها، إذ ينقص قطاع غزة الملاعب والحدائق العامة، والبعض يحاولون تقليد الحركات الرائجة من دون تركيز على السلامة الشخصية، أو اعتماد أدوات بديلة عن الأدوات الأصلية كونها مكلفة بالنسبة للغالبية، وهو ما يحاول المدربون تأمينه للأطفال بأسعار رخيصة باتفاق مع بعض محال الأدوات الرياضية.
كان الريفي يخطط أن تقتصر التدريبات على فترة الإجازة المدرسية ما بين يونيو/حزيران إلى نهاية أغسطس/آب، لكن شغف وحماس الاطفال دفعه للاستمرار مع مجموعة منهم، يعتبرهم في بداية طريق الاحتراف، ويمتلكون الموهبة، وهو يطمح إلى تأسيس منتخب فلسطيني لرياضة "السكيت" في فئتي المحترفين والناشئين، وفريق للفتيات.
استطاع الشاب الفلسطيني تدريب أكثر من 110 طفل على رياضة السكيت، أعمارهم بين 5 إلى 16 سنة، وهو يخصص لهم أوقات ما بعد صلاة العصر حتى غروب الشمس، كما درب فتيات تتراوح أعمارهن بين 3 إلى 15 سنة، ويخصص لهن أوقات الصباح.

الصورة
يتدرب عشرات الفتيان على رياضة "السكيت" أسبوعياً (محمد الحجار)
يتدرب عشرات الفتيان على رياضة "السكيت" أسبوعياً (محمد الحجار)

يقول الريفي: "السكيت رياضة تساعد على التوازن، وزيادة اللياقة البدنية، وتقوية العضلات، لا سيما عضلات القدمين، كما تقوي القلب وتساعد على تنشيط الدورة الدموية، وأصبحنا نتواصل مع فرق عالمية، وفرق أميركية وإيطالية لها مساهمات في غزة".
من بين الأطفال الذين دربهم، ميّ الفار (9 سنوات)، والتي تعتبر أن الرياضة جعلتها جريئة أمام زميلاتها في المدرسة بعد أن كانت خجولة، وتقول: "أحببت (السكيت) عبر متابعتها في موقع يوتيوب، والبنات مثل الأولاد، ومن حقنا أن نتعلم كل أنواع الرياضة. البعض كان يقول لي إنها لعبة للأولاد، لكنها رياضة جميلة، وتُشعرني أنني أطير خلال القفز".
سقط الطفل يزن عمار (12 سنة) عدة مرات خلال المحاولات الأولى للتعلم، وتعرض لجرح في ركبته نتيجة قيامِه بتقليد أحد الحركات الخطرة، وحاولت والدته منعه بعدها، لكن والده سانده ليواصل التدرب. يقول: "عندما نلعب كرة القدم في الشارع تأتي السيارات لتعطلنا. تعرفت على رياضة (السكيت) بالصدفة، وأحبها لأني أحب القفز والتزلج، وغزة ليس فيها تزلج على الرمال أو الثلج. فقط على العجلات".

قضايا وناس
التحديثات الحية

ساهمت عدد من الفرق الإيطالية في دعم المواهب في غزة، وتخصيص أدوات حماية للاعبي بعض الرياضات التي تضم حركات خطرة، وهم فرق متضامنة مع المواهب الفلسطينية في القطاع الذي يعيش أهله تحت حصار إسرائيلي يمنعهم من التواصل مع الخارج، ومن بين الدعم ملعبين لرياضة "السكيت" وفرتهما مؤسسة التعاون والتضامن الإيطالية "ACS" بالشراكة مع المركز الإيطالي للتبادل الثقافي.
أنشئ الملعب الأول في أقصى شمال قطاع غزة بالقرب من مدخل قرية أم النصر وأبراج الندى التي تعرضت للتدمير في العدوان الاسرائيلي في صيف عام 2014 حاولوا فيها إحياء المنطقة، وكان الهدف منه دحر الخوف عن نفوس سكان المنطقة بعد القصف والدمار، والثاني بالقرب من ميناء الصيادين في غربي مدينة غزة.

المساهمون