يعاني السكّان في عموم المنطقة المحرّرة في محافظة إدلب، شمال غربي سورية، من سرقة الدراجات النارية، إذ تحوّلت هذه المشكلة إلى ظاهرة تصعب السيطرة عليها، في ظلّ الوضع الراهن، إذ إنّ المنفذّين هم أشخاص محترفون، امتهنوا سرقتها، وبات من الصعب إلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم.
محمد سليمان، المهجّر من ريف حمص الشمالي، يعمل في صيانة الدراجات النارية، يتحدّث لـ"العربي الجديد" عن ظاهرة السرقة المنتشرة في عموم المنطقة ويقول: "سرقة الدراجات النارية أمر منتشر بكثرة هذه الأيام، لم يعد هناك أمان أبداً، فلا يمكن للشخص ترك دراجته النارية لمدة 5 دقائق، بمجرد أن يغيب نظره عنها تُسرق".
ويضيف سليمان: "ينفّذ سرقات الدراجات النارية هذه أشخاص محترفون، يعرفون كيف ينقلونها ويخفونها بسرعة. وفي آخر حادثة، قامت عصابة بسرقة دراجة نارية من داخل منزل ارتفاع سوره الخارجي يبلغ 3 أمتار، إذ رفعوا الدراجة فوق الجدار وسرقوها. في الحقيقة لا توجد حلول ولا شيء ينفع مع هؤلاء اللصوص، أجهزة الإنذار المتّصلة بالدراجات لا تنفع أبداً".
ويعتمد أهالي المنطقة والنازحون المقيمون فيها على الدراجات النارية كوسيلة تنقّل رخيصة نسبياً واقتصادية في صرف الوقود، وهي تفي بالغرض في حالات التنقل الفردي، ويمكن من خلالها التنقل في الطرقات السيئة بأقل الأضرار والأعطال مقارنة بالسيارات.
وقال أحمد معراوي، لـ"العربي الجديد"، "لم أكن آخذ موضوع سرقة الدراجات النارية على محمل الجد، وكنت أظن أنه أمر صعب، لكن تبيّن لي العكس، عندما وقعت ضحية لعملية سرقة في الريف الشمالي لإدلب. أوقفت دراجتي النارية بجانب الطريق لشراء بعض الحاجيات في مدينة الدانا، قضيت نحو 10 دقائق في المحل، وعندما خرجت لأبحث عن دراجتي، لم أجدها، سألت أشخاصاً في المحلات المقابلة فقالوا إنهم لم ينتبهوا لما جرى".
وأضاف معراوي أنّ الأمر كلّفه شراء دراجة نارية جديدة، يحرص اليوم على مراقبتها بشدة ولا يغيب نظره عنها أبداً، إذ إنّ "المحروق بالحليب ينفخ على اللبن" كما يقول. وأوضح أنّه لن يقع في الغلطة ذاتها، خصوصاً أنه يتنقل كثيراً على الدراجة النارية، خاصة أنه يستخدمها للذهاب للعمل.
وحمّل مصدر محلي الجهات المسيطرة على المنطقة المسؤولية عن ظاهرة سرقة الدراجات النارية، مشيراً في حديثه لـ"العربي الجديد" عن حالة من التقاعس وغضّ الطرف عن هذا الموضوع، فمن يتعرّض للسرقة، يذهب إلى مخفر الشرطة في المنطقة التي يقيم فيها ويقدم مواصفات دراجته النارية ويترقّب، من دون جدوى، معرفة مكانها ومن قام بسرقتها.
ومن الحلول المتبّعة لمنع سرقة الدراجات النارية، الأقفال المصنّعة محلياً، وهي عبارة عن أقفال مصنوعة من الحديد، توضع في العجلة الخلفية للدراجة النارية، لا يمكن كسرها أو تفكيكها بسهولة، ولا يمكن سرقة الدراجة النارية في حال وقوفها إلاّ بحملها كاملة.
ومع هذا يطالب الأهالي الجهات العسكرية المسيطرة في المنطقة بإيجاد حل وإيقاف هذه العصابات، كون عمليات السرقة هي عمليات منظمة وتقع في وضح النهار وعلى مدار الساعة، وإجراءات الحماية المتبعة كافة لا تجدي نفعاً معهم.