ساحات مستشفى الأقصى بغزّة... "مسرح عمليات" لعلاج جرحى "مجزرة خديجة"

27 يوليو 2024
امرأة مصابة يتم نقلها إلى مستشفى الأقصى، 27 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **الوضع الصحي الكارثي في مستشفى الأقصى**: يعاني المستشفى من اكتظاظ شديد بالجرحى والمصابين نتيجة القصف الإسرائيلي، ويفتقر إلى الأسرة والمستلزمات الطبية. أكثر من 60% من الإصابات خطيرة وتحتاج إلى عمليات عاجلة.

- **المجزرة الإسرائيلية في دير البلح**: استهدفت غارات إسرائيلية مستشفى ميدانياً داخل مدرسة، مما أسفر عن استشهاد 31 شخصاً وإصابة العشرات. المصابون نُقلوا إلى مستشفى الأقصى بواسطة سيارات مدنية.

- **استهداف المناطق الإنسانية والمستشفيات**: الجيش الإسرائيلي استهدف مناطق إنسانية ومستشفيات في دير البلح وغزة، مما أدى إلى مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين وإخراج معظم المستشفيات عن الخدمة.

يستلقي المسن الفلسطيني أشرف فايد (59 عاماً) على الأرض داخل قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى الأقصى شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، بعد إصابته بحروق في غارات إسرائيلية استهدفت مستشفى ميدانياً داخل مدرسة "السيدة خديجة" غرب المدينة.

وينتظر المصاب فايد دوره في تلقي رعاية طبية داخل المستشفى المكتظ بجرحى ومصابي مجزرة إسرائيلية جديدة في دير البلح، في ظل واقع صحي صعب في المستشفى نتيجة نقص الأسرة والمستلزمات الطبية والأدوية.

داخل المستشفى المكتظ، تتوزع الإصابات في مختلف الأماكن بعد القصف الإسرائيلي، حيث تتناثر الدماء في كل زاوية، ويقضي ذوو المصابين أوقاتاً عصيبة في انتظار علاج الجرحى وتكفين الشهداء.

والسبت، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، ارتفاع عدد قتلى استهداف الجيش الإسرائيلي لمستشفى ميداني داخل مدرسة تؤوي نازحين في دير البلح وسط القطاع إلى 31 شهيداً بينهم أطفال وإصابة العشرات.

وقال المسن فايد للأناضول، وهو يعتصر ألماً من شدة الحروق التي أصيب بها: "كنت أجلس مع ابنتي داخل المدرسة، فجأة وقع انفجار كبير، وتطايرت الشظايا والحجارة وألسنة اللهب باتجاهنا". وأضاف: "ثلاثة صواريخ سقطت على المستشفى الميداني داخل المدرسة، مما تسبب باستشهاد وإصابة العشرات، تم نقلنا إلى المستشفى بواسطة سيارات مدنية وعربات لتلقي العلاج". ويبين فايد أن "القصف الإسرائيلي تسبب في إصابتي بحروق في أنحاء جسدي وبعض الجروح، فضلاً عن آلام في مختلف أجزاء الجسم".

قصف وحشي

يجلس الشاب الفلسطيني باسل أبو كميل (32 عاماً) الذي نجا من القصف على الأرض في ساحة مستشفى الأقصى، بجوار جثمان شقيقه محمد الذي استشهد في المجزرة، وتظهر على وجهه ملامح الحزن والألم، وقد غمرته الدموع وهو ينظر إلى شقيقه الملطخ بالدماء.

وقال للأناضول: "كنت جالساً في المستشفى الميداني مع أخي محمد، الذي أصيب في قصف إسرائيلي سابق أسفر في حينه عن إصابته واستشهاد عائلته بالكامل، وفجأة، قصفت الطائرات المستشفى بوحشية". وأضاف أبو كميل أن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف الغرف التي كانت تحتوي المصابين من غارات إسرائيلية سابقة، وكانوا يتلقون الرعاية الطبية فيها".

وضع صعب داخل مستشفى الأقصى

من جانبه، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران: "الوضع داخل مستشفى شهداء الأقصى صعب للغاية بسبب الأعداد الكبيرة للضحايا، لا سيما المصابين".

وأضاف الدقران للأناضول: "أكثر من 60% من الإصابات التي وصلت إلى مستشفى الأقصى نتيجة المجزرة الإسرائيلية الجديدة هي إصابات خطيرة، وبحاجة إلى عمليات عاجلة". ويبين أن "المستشفى ممتلئ عن بكرة أبيه بالجرحى والمصابين، عدد كبير منهم ملقى على الأرض في مداخل قسم الاستقبال والطوارئ في ظروف سيئة".

ويُرجع الدقران ذلك إلى عدم وجود أدوية ومستلزمات طبية وأسرة كافية داخل المستشفى. وتابع: "نحن نعاني في المستشفى أزمة حقيقية تتطلب من العالم أجمع التدخل الفوري لإنقاذ الوضع، خاصة أن الاحتلال ما يزال مستمراً في ارتكاب المجازر ضد المدنيين في القطاع".

وتُصنّف المنطقة التي استهدفها الجيش الإسرائيلي ضمن المناطق "الإنسانية" في غرب مدينة دير البلح، حيث سبق أن دعا المواطنين للنزوح إليها. وسبق أن استهدف الجيش الإسرائيلي مناطق "آمنة" في القطاع، فقتل وأصاب مئات الفلسطينيين كان آخرهم في "مجزرة المواصي" بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزّة في 13 يوليو/تموز الجاري، ما تسبب بموجة استنكار وتنديد واسعة النطاق.

وعمد الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب على غزّة إلى استهداف مستشفيات غزّة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، لا سيما مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزّة، أهم صرح طبي في القطاع، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

(الأناضول)

المساهمون