زيد جانو: لا يأس على طريق العلم

09 سبتمبر 2021
زيد جانو لاحق العلم في كل مكان (العربي الجديد)
+ الخط -

 

اضطرت ظروف الحرب الشاب السوري زيد جانو إلى ترك الدراسة الجامعية ومغادرة البلاد إلى شمال قبرص، لكن حلم متابعة التعليم ظل يسيطر على تفكيره.

يسلك أشخاص كُثر طريق النجاح في ميدان العمل بهمّة كبيرة ونشاط لا مثيل له يسمح بتجاوزهم العقبات واحدة تلو أخرى لتحقيق أهدافهم المنشودة. الشاب السوري زيد جانو نموذج يحتذى في عبور مطبات الطريق الصعبة لاكتساب العلم والمعرفة ودفع طموحه غير العادي إلى الأمام، وأيضاً نموذج يحتذى لسوريين اختبروا سابقاً تجربة اللجوء، وغادروا بلدهم في سبيل تحقيق انطلاقة جديدة. 

يقول زيد لـ"العربي الجديد": "ولدت في أغسطس/ آب عام 1995، ونشأت في مدينة دمشق، حيث تلقيت التعليم الابتدائي في مدرسة "الأخوّة". ثم تابعت التعليم الثانوي في مدرسة السعادة، وأنهيت المرحلة الثانوية في مدينة الياسمين التي لا أزال أشتاق إليها رغم أنني غادرتها قبل سنوات. ولاحقاً، شكلت الدراسة الجامعية مرحلة فاصلة في حياتي التي تغيّرت كلياً". 

الصورة
زيد جانو نموذج للإصرار على العلم والتطور (العربي الجديد)
نموذج عن الإصرار على العلم والتطور (العربي الجديد)

يضيف زيد: "التحقت بكلية الهندسة المدنية في جامعة دمشق، التي كان دخولها أمراً صعب المنال حينها، بسبب تحديد معدل علامات مرتفع نسبياً للتسجيل فيه. وأمضيت في جامعة دمشق أربعة من أصل خمسة أعوام يتطلبها التخرج وإطلاق المسيرة المهنية الاعتيادية، إذ اضطرتني ظروف الحرب التي اندلعت إثر ثورة 2011 إلى ترك الدراسة ومغادرة البلاد، لأصل بعد معاناة إلى شمال قبرص، لكن حلم إكمال تحصيلي الجامعي ظل يسيطر على تفكيري". 

وفعلاً، أكمل زيد عامه الأخير للتخرج في قبرص، لكنه لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل دراسة الماجستير تحقيقاً لرغبته في متابعة التعليم وتطويره، وتخرج عام 2020، قبل أن يعمل بصفة محاضر مساعد بالتزامن مع تسجله في جامعة بتركيا لنيل شهادة الدكتوراة. 

ولم تشكل الدراسة عائقاً أمام عمل زيد التطوعي، حيث انضم إلى الرابطة السورية الدولية لتنمية التعليم في عدة مشاريع هدفت إلى مساعدة اللاجئين السوريين في أنحاء العالم على إكمال مسيرتهم التعليمية، التي تعزز إبعادهم عن مصاعب واجهها بنفسه خلال سنوات تحصيله العلمي، وأهمها إيجاد فرص عمل ملائمة لتخصصه. 

ويؤكد زيد أن "كل شخص يحصل على مساندة للتغلب على مصاعب الحياة. وفي حالتي، ساندني والدايّ طوال الرحلة الصعبة، وآمل أن أستطيع رد الجميل لهما". ووجه رسالة للطلاب السوريين اللاجئين بعدم اليأس والسعي الدؤوب إلى تطوير مهاراتهم في كل النواحي من أجل الحصول على أفضل الفرص المتاحة، والإفادة منها في تحقيق مستقبل جيد.

المساهمون