رهبان متشددون في اليونان يدعون أتباعهم إلى عدم تلقي لقاحات كورونا

30 يناير 2022
رفض اللقاحات في اليونان لأسباب دينية (أيهان محمد/الأناضول)
+ الخط -

تتزايد الشكوك حول اللقاحات في شمال اليونان، حيث يلعب رجال الدين والرهبان دورا حيويا في حياة أتباعهم، وغالبا ما يكونون كهنة اعتراف شخصي.

إذ يوجه كاهن أرثوذكسي، في دير ناءٍ شمالي اليونان، رسالة صريحة إلى عشرات المصلين الذين لا يضعون كمامات، قائلا: "لقاحات كوفيد-19 هي من علامات المسيح الدجال".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تجمع عشرات المؤمنين للاحتفال بعيد القديس ماكسيموس في الدير خارج قرية ميلوخوري، إلى الغرب من بلدة بتولمايدا، واستغل رئيس الدير، البالغ 88 سنة، المناسبة لإيصال رسالته المضادة للقاحات، وحذّر: "في النهاية، لن ينجو منه إلا ألف شخص".

وقالت إيفانغيليا، وهي عالمة جيولوجيا في الستينات من العمر: "الأب ماكسيموس موجود في هذا الدير منذ خمسين عاما، إنه رجل مقدس. كان كاهن الاعتراف الخاص بي منذ أكثر من أربعين عاما، وأنا أتبع نصائحه. لقد وضعني على طريق الرب".

تخضع معظم الأديرة لإشراف الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية النافذة، التي أحجمت في بداية الجائحة عن تشجيع المؤمنين على احترام تدابير مكافحة كوفيد-19.

ويوضح أستاذ اللاهوت في جامعة أرسطو في تيسالونيكي كريسوستوموس ستاموليس أن دور المعرّف الشخصي تقليد قديم لدى المؤمنين الأرثوذكس المتدينين في اليونان والبلقان.

في نوفمبر/تشرين الثاني، أثار ممثل يوناني بارز في مسرحية "راينوسوريس"، (وحيد القرن) للكاتب يوجين يونسكو، ضجة بعد تخليه عن الدور الرئيسي فيها احتجاجا على منع الحكومة الأشخاص غير الملقّحين من حضورها. 

من جانبه، أوضح أثناسيوس جيكاس، وهو كاهن وأستاذ في اللاهوت الاجتماعي في جامعة أرسطو، أن القرب من الجيب الرهباني لجبل آثوس، أحد أكثر مواقع الأرثوذكسية أهمية، يزيد من جاذبية رجال الدين في شمال اليونان.

عدد من الكهنة الأرثوذكس في اليونان يرفضون اللقاحات (ساكيس متروليديس/فرانس برس)

وشدّد جيكاس، وهو نفسه كاهن اعتراف، على أن المستشارين الروحيين "لا ينبغي أن يفرضوا إرادتهم"، مشيرا إلى أن "توجيه شخص ما يحتاج إلى نضج روحي كبير. بعض الأشخاص مذنبون بارتكاب جرائم وتجب معاقبتهم"، ويعتبر ستاموليس أن "بعض المعرّفين خلقوا أيديولوجيات أصولية".

قال الأب ماكسيموس، الذي يستخدم كرسيا متحركا للتنقل، إنه أخبر أتباعه "برفض أن يصبحوا فئران تجارب" بأخذ اللقاح، مضيفا "أنا لا أخاف من الاضطهاد. أنا أحب الله"، وأفاد أحد العاملين في الدير بأن عدم ثقة الأب ماكسيموس بالطب الحديث له ما يبرره، وأوضح "كان على ما يرام حتى بدأ تناول الأدوية. الآن هو غير قادر على المشي".

من بين 1700 راهب يعيشون على جبل آثوس، توفي أكثر من أربعين منهم بسبب كوفيد-19، يعارض كثر اللقاحات بشراسة وهم يحضون الزائرين على أن يحذوا حذوهم.

وفي وقت سابق من الشهر، قال رئيس دير يضم أكثر من مائة راهب، في مقطع فيديو عبر الإنترنت: "لن أبارك أي شخص حصل على اللقاح. إذا كانت هذه ديمقراطية، فلم لا ندع الناس يفعلون ما يشاؤون؟"، متهما السلطات بـ"الاستثمار في الخوف".

في الدير خارج ميلوخوري، قالت إيفانغيليا "لم يتلقّ أي منا اللقاح". وتابعت أن "معظمنا أصيب بالمرض لكننا لم نخف. ممّ نخاف ونحن في بيت الله؟".

لكن النصيحة بعدم تلقي اللقاح كانت قاتلة بالنسبة إلى البعض في اليونان، حيث أودى فيروس كورونا بحياة أكثر من 23 ألف شخص.

وقال نيكوس (57 سنة)، من مدينة تيسالونيكي، إن زوجين في الحي الذي يعيش فيه نقلا إلى المستشفى عقب إصابتهما بكوفيد-19، بعد رفضهما تلقي اللقاح بناء على توصية معرّفهما الشخصي، وأشار إلى أن "المرأة توفيت تاركة وراءها أربعة أطفال (...) كانت هذه النتيجة المأساوية لتوجيهات المعرّف".

(فرانس برس)

المساهمون