يتنقل رعاة الإبل بالبادية الأردنية بين بقايا مزارع القمح والشعير والخضر، بحثاً عمّا ينفعها ويسمّنها تمهيداً لإنجابها وتكاثرها، في تحدّ للظروف المناخية والاقتصادية وموجة الجفاف وقلة الدعم.
يتمسّك سعود هقيش وغيره من أبناء البادية الأردنية بتربية الإبل وتكثيرها وعودتها إلى الصحراء الأردنية، رغم تحديات الجفاف وقلة الدعم وارتفاع تكاليف الأعلاف، ويتنقل بقطيعه بين المزارع والصحاري وينابيع المياه لإطعامها وسقايتها.
وأقام مزارعون ومستثمرون مشاريع ريادية لإعادة الإبل إلى الصحراء الأردنية بعد تناقص حاد في أعدادها خلال العقود الماضية، فحتى ثمانينيات القرن الماضي، كان في الأردن نحو 50 ألف رأس من الإبل بمختلف أنواعها، أما حاليا فلا تتجاوز 12 ألف رأس.
مربي الإبل الهقيش قال، لـ"العربي الجديد"، إن الإبل في الصحراء الأردنية موجودة وتتكاثر أعدادها لأنها من المكونات الأساسية والضرورية لحياة البدو في الصحراء، نظرا لفوائد حليبها ولحمها والتجارة بها.
غير أنّ مشاريع تربية الإبل في البادية بحاجة لزيادة الدعم من وزارة الزراعة، وتوفير أعلاف بسعر مدعوم أسوة بمربي الأغنام، إضافة لتوفير عيادات بيطرية وأدوية لمعالجة أية أمراض تصيب القطعان، حسب رأيه.
أما مربي الإبل عواد المحاسيس في منطقة أم الرصاص بالبادية الوسطى فيعتبر الإبل كـ"أبنائه، فالإبل نحبها وتحبنا ونعيش معها وبينها بكل حب".
ويضيف لـ"العربي الجديد" أن مشاريع تكثير الإبل بالبادية قائمة وتتوسع، ولدينا حاليا قطيع من 30 رأساً، وكل عام تزداد مع تكاثر الإبل، إذ نحتفظ بالأمهات المعروفة بـ"النياق"، ونبيع الذكور المعروفة بـ"الفحول" لذبحها وبيع لحمها.
وذكر المحاسيس أن أنواع الإبل الموجودة بالصحراء تندرج تحت المغاتير والمجاهيم والوظح.
وخلال مرافقته إبله يعرف المحاسيس كيف تمرض ماشيته، فالمريضة من النياق أو أبنائها يخف طلبها للطعام ويصيبها الهزال، عندها نحضر لها الطبيب البيطري يعطيها العلاجات اللازمة، وإذا استمر مرضها نقوم بعلاجها بالطب العربي من خلال الأعشاب الصحراوية والكي بالنار.
وتتوزع مشاريع تربية الإبل في البادية الشمالية والوسطى والجنوبية الأردنية، ويكثر الطلب على لحومها خلال عيد الأضحى وفي المناسبات الاجتماعية، خاصة في المناطق الشمالية من الأردن.