حذر رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، الاثنين، من تدهور سريع للوضع الوبائي لانتشار فيروس كورونا خلال الأيام القليلة المقبلة، واصفا الوضع الحالي بـ"المقلق والحرج"، وإنها السبب في تشديد القيود خلال شهر رمضان.
وقال العثماني في جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان، إن الأسابيع الأخيرة عرفت تزايد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا بنسبة 10 في المائة، وتزايد الحالات الحرجة، ونسبة إشغال أقسام الإنعاش في المستشفيات ارتفعت إلى 14 في المائة، وإن ذلك الارتفاع "مؤشر خطير، لأنه يمكن أن يصل إلى ملء الأسرة، ما يؤثر على استقبال المرضى في المستشفيات، وصعوبة برمجة العمليات الجراحية".
وأشار إلى أن "ارتفاع عدد الحالات الخطرة والحرجة ينذر بما لا تحمد عقباه، خصوصا وأن أكثرها من الشباب، لأن الفيروس المتحور الجديد أسرع انتشارا، ويؤدي للوفاة أكثر من السابق".
وردا على الانتقادات التي وجهت للتدابير الحكومية لمواجهة الفيروس خلال شهر رمضان، والتي تمثلت في فرض حظر التنقل الليلي ابتداء من الثامنة مساء، قال العثماني إنها كانت مهمة لمواجهة الطفرات الجديدة من الفيروس، وندرة اللقاحات، والتنافس الشرس عليها عالميا، لافتا إلى أن الحكومة تراهن على تجاوب المواطنين للتصدي للتحديات التي باتت تطرحها طفرات الفيروس.
وأكد أنه كان يمكن أن تقوم الحكومة بتشديد الإجراءات أكثر في شهر رمضان، "لكن كلفته الاقتصادية والاجتماعية الصعبة جعلتنا نختار الخيار الوسط، والذي يتمثل في الإبقاء على الإجراءات الاحترازية المقررة من قبل"، وأنه على الرغم من الكلفة الاجتماعية والإنسانية والمجتمعية والاقتصادية لحظر التنقل الليلي، فإن لا بديل عنه، و"الزمن سيكشف نجاعة القرار بعد تجاوز هذه الأزمة بأقل الخسائر".
وقررت السلطات المغربية، الخميس الماضي، تمديد العمل بحالة الطوارئ الصحية في سائر أرجاء البلاد حتى 10 مايو/أيار القادم،كما دفعتها المخاوف من موجة ثالثة للفيروس إلى فرض حظر التنقل ليلاً خلال شهر رمضان، على أن يبدأ الحظر من الساعة الثامنة ليلاً وينتهي في السادسة من صباح اليوم التالي، باستثناء الحالات الخاصة.