ذبيح الله محمد... يعيش بشق النفس في باكستان

30 سبتمبر 2021
ذبيح الله (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل عامين، عاشت أسرة الأب كل محمد بخير وسط رزق رغيد يأتي من كل مكان في مديرية إمام صاحب في مدينة قندوز شمال أفغانستان، ثم ساءت أمورها إثر مشكلة حصلت مع أقارب لأسرة تابعة لأحد أبناء العم، فباعت المنزل، ثم ضاقت الحال عليها بعدما ترك الأب وظيفته الحكومية، وواجهت كل أنواع الصعوبات.
بعدها عمل كل محمد مع أبنائه الخمسة، وهم ذبيح الله ووحيد الله ونبي الله وفريد الله وسميع الله، في سوق من أجل تأمين لقمة العيش لأسرتهم التي تضم 25 فرداً، ودفع إيجار المنزل، لكنهم عجزوا عن ذلك، فغادر ذبيح الله إلى مدينة روالبندي الباكستانية قبل سنتين، حين كان المتزوج الوحيد بين الأبناء، وأخذ معه زوجته وأولاده الثلاثة. استأجر منزلاً صغيراً من الطين يتألف من غرفتين مع مطبخ وحمام، وعمل في سوق للخضار والفواكه بأجر يومي تراوح بين 400 روبية (دولارين ونصف) و500 روبية (ثلاثة دولارات). ثم زادت قناعته أخيراً بأنه لن يحقق هدف كسب مال كافٍ لصرفه على أسرته، وإرسال جزء منه إلى والده.
يقول ذبيح الله لـ"العربي الجديد": "اعتقدت حين جئت إلى باكستان أنني سأكسب مالاً يمنحني القدرة على العيش ومساعدة أبي وأشقائي، لكنني حصلت بشق النفس على رزق يؤمن الاحتياجات الأساسية لأولادي، رغم أنني كنت أعمل من الصباح حتى المساء". يضيف: "الحياة صعبة جداً في باكستان، ولم أتصور أن الظروف ستدفعني إلى هذه الحال. لكن هذا ما حصل معي، رغم أنني بذلت كل ما أستطيع كي أرتب أموري".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

ويمكث ذبيح الله في بيت طيني يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، ما يجعل أولاده يمرضون في شكل متواصل بسبب سكنهم في مكان يحتوي كميات كبيرة من البعوض تأتي من مستنقع مياه راكدة يتواجد قربه. ويؤكد انه لا يستطيع فعل أي شيء، لأن ما يكسبه لا يكفي لتأمين القوت اليومي. ويبدي ذبيح الله قلقه البالغ من أساليب تعامل السلطات الباكستانية مع الأفغان في الفترة الأخيرة، خصوصاً على صعيد ملاحقتها جميع الذين لا يملكون بطاقات لجوء، وهو أحدهم، لأنه دخل البلاد حين لم تكن سلطاتها تسجل الأفغان أو تقبل الجدد منهم، علماً أن كثيرين من مواطنيه يعيشون على هذه الحال في باكستان، وجميعهم متضايقون من الأساليب المستخدمة ضدهم. وبعد سيطرة "طالبان" على أفغانستان، يتطلع ذبيح الله إلى مغادرة باكستان في أقرب وقت، والعيش مجدداً مع عائلته في قندوز، رغم أنه قلق جداً من تدهور الوضع المعيشي في بلده.

المساهمون