يعمل سكان المخيمات شمال غرب سورية على مكافحة الحشرات وفي مقدمتها ذبابة الرمل، الناقلة لطفيليات اللشمانيا، لكن بجهود فردية في بعض المخيمات وتكون هذه الجهود غير مجدية ومؤقتة، ومع انتشار الإصابات يطالب الأهالي من المنظمات الإنسانية العمل على مكافحة الحشرة والحد من انتشارها، كون العلاج قد يمتد لأشهر وأثره قد يكون دائماً.
المهندس الزراعي موسى البكر، أوضح لـ"العربي الجديد" أن انتشار ذبابة الرمل وتكاثرها يكون في أماكن الصرف الصحي وأماكن تربية المواشي، وتجد الذبابة بيئة مناسبة لها في الأماكن الرطبة وتوفر لها الملاذ للتكاثر. مضيفا أن مكافحة الذبابة تحتاج عملية متكاملة دون إهمال نقاط وأخذ تدابير معينة. مبينا أن دورة حياة الحشرة تتراوح ما بين أسبوعين و20 يوما، وهي دائمة التكاثر.
المهندس موسى البكر قال خلال حديثه لـ"العربي الجديد": "انتشار ذبابة الرمل وغيرها، سببه الصرف الصحي المكشوف وتربية المواشي، كونها تتكاثر في الأماكن الرطبة وغير النظيفة وهذا ملاذ لتكاثرها ونشاطها، المكافحة تكون لمناطق محددة وهي تنتقل تباعا ويجب المكافحة الكاملة لها دون الاقتصار على نقاط معينة وأخذ تدابير النظام والابتعاد عن حصائر الحيوانات ودورة حياتها بين أسبوعين و20 يوما، لكن بحال عدم القضاء عليها هذا يؤدي لاستمرار تكاثرها".
في حين يرى محمد أبو شام المقيم في مخيم ضمن تجمع مخيمات دير حسان في ريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد" أن إنهاء الإصابات باللشمانيا، يجب أن يكون بعلاج سبب المشكلة وليس علاج المشكلة، قائلا: "العلاج ليس حلاً إن لم يكن هناك حل جذري للمسألة، الأمر يتعلق بمكب القمامة، وهناك الصرف الصحي، وهو سبب مشكلة كبيرة من انتشار البعوض. كذلك الصرف الصحي به إشكالية التسريب من عدة نقاط، أيضا يسبب انتشار الحشرات والروائح الكريهة. وفي أوقات الحر لا يستطيع الأهالي البقاء ضمن البيوت في المخيم، ويكونون مجبرين على الجلوس خارجها، لكنهم لا يستطيعون بسبب وجود البعوض والبرغش والذباب، وغيرها من الحشرات".
ولفت أبو شام إلى أن الإصابات باللشمانيا موجودة في المخيم بسبب الصرف الصحي والحفرة الفنية التي تتسرب منها المياه الآسنة وكذلك المياه الآسنة من الصرف الصحي المتضرر، ولفت إلى أن أحد أبنائه من بين المصابين باللشمانيا، وذكر أن العلاج حسب توصيات الطبيب وفي مستوصف دير حسان متوفر، ولكن ليس على الدوام".
وأضاف "نحاول اتباع طرق الوقاية برش البيت بالمبيدات الحشرية، داخل الغرف، لكن في الخارج ليس لهذه المبيدات أي مفعول، ولا يوجد أي منظمة تنفذ عمليات رش المبيدات الحشرية في المخيم".
وفي مخيم آفاد، أحد مخيمات منطقة دير حسان سجل حتى الوقت الحالي 200 إصابة باللشمانيا، منذ قرابة الشهرين، والأهالي في المخيم الذي يضم نحو 1700 عائلة متخوفون من ازدياد أعداد المصابين، نظرا لكون المخيم قريباً من مكب للقمامة، أيضا الصرف الصحي به متضرر.
عيسى العمر أحد سكان المخيم، قال لـ"العربي الجديد"، إن المطلوب في الوقت الحالي هو مكافحة الحشرات، وخاصة الناقلة للشمانيا، وصيانة الصرف الصحي في المخيم فهناك توصيلات متضررة، ولفت إلى أن ابنه مصاب باللشمانيا وهو يتلقى العلاج في الوقت الحالي.
وأطلقت بداية شهر إبريل/ نيسان حملة مشتركة بين الدفاع المدني السوري و "MENTOR Initiative"، تغطي أربع مناطق شمال غرب سورية، للوقاية من الحشرة الناقلة للمرض، وعدد المستفيدين منها 362 ألف شخص، موزعون على 201 ألف مستفيد من برنامج الرش، و116 ألف مستفيد من ظروف وقائية طاردة للحشرات، بالإضافة إلى 45,000 مستفيد من توزيع الناموسيات.