تتوالى الدعوات إلى إلغاء احتفالات عيد الأضحى في تونس، بسبب تعقيدات الوضع الصحي المرتبط بانتشار فيروس كورونا وإعلان الحجر الصحي وحظر التجول في محافظات عدة.
واقترح مطلقو الدعوات تخصيص تكلفة الأضاحي لشراء أجهزة أوكسجين للمرضى، وطالبوا دار الإفتاء بإصدار موقف واضح حول إمكانية إلغاء شعائر تقديم الأضاحي، والتبرع بثمنها لدعم الجهود الوطنية المبذولة لمكافحة الجائحة.
وقال عميد الأطباء السابق سليم بن صالح، في حوار إذاعي، إنه "يمكن التخلي عن الاحتفال بالعيد هذه السنة، فالوضع خطير، والاحتفالات ستعمّق الأزمة الصحية لأنها تمنع تطبيق البروتوكول الصحي الضروري للخروج من الأزمة".
في المقابل، أكد مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ، السبت، في حوار مع صحيفة "الصباح" التونسية، "الأضحية شريعة دينية لا يمكن التخلّي عنها، في حين أنّ التبرع واجب ديني ووطني للقادرين. لذا لا نستطيع منع المواطنين من شراء أضاحي العيد وذبحها، وهو أمر اعتادوا على فعله، ويرون أنه يقرّبهم من الله. والفرح بتقديم الأضاحي قد يبعث الأمل بمستقبل أفضل لدى الناس في ظل الجو المحبط والحزين السائد".
وأضاف المفتي: "المناسبات الدينية، ومنها عيد الأضحى، دواء نفسي للمواطن عموماً، والمتعبد خصوصاً، وهي تزيل شعور الخوف واليأس وفقدان الأمل".
وقال الكاتب العام لنقابة الأئمة فاضل عاشور، لـ"العربي الجديد"، إنه "رغم أنّ عيد الأضحى يرمز إلى قيم نبيلة عدة منها العطاء والتآلف، لكن في ظل تدهور الوضع الصحي المرتبط بكورونا نحن في أمسّ الحاجة لأموال التبرعات من أجل مواجهة الكارثة"، معرباً عن اعتقاده أنّه "من الأفضل التخلي عن اقتناء أضحية، ومنح الأموال لوزارة الصحة، أو التبرع بها لأي محتاج".
وتابع عاشور: "يستطيع الأئمة لعب دور مهم في تحفيز الناس على مساعدة المرضى بكورونا بدلاً من اقتناء الأضاحي، علماً أن المسألة حسّاسة، ولذا قال مفتي الجمهورية إنه لا يمكن حث المواطنين على التخلّي عن شعائر الأضاحي. لكن هناك أهداف أسمى تتمثل في التوجيه إلى إنقاذ الأرواح، لأنّ التصدق بمال الأضاحي قد ينقذ أسر كثيرة".
وقال ممثل جمعية "على خاطرك يا بلادي" في مدينة منزل جميل، سمير الوسلاتي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأولوية القصوى ستكون للجائحة الصحية في ظل نقص أسرّة الإنعاش، وتريد الجمعية جمع تبرعات لشراء 9 آلاف جهاز أوكسجين، وتوزيعها مجاناً من أجل تلبية نداءات مواطنين يحتاجون إليها".
ويستمر في تونس انتشار العدوى بفيروس كورونا بنسق مرتفع مع تسجيل أرقام قياسية. وحتى الجمعة، ارتفع إجمالي الإصابات بكورونا في تونس إلى 432 ألفاً و761، منها 15 ألفاً و521 وفاة، و358 ألفاً و521 حالة تعافٍ.
وحتى السبت، بلغ عدد المطعمين بلقاح كورونا مليوناً و912 ألفاً و160، بينهم 569 ألفاً و992 تلقوا الجرعة الثانية، من أصل 11 مليوناً و700 ألف نسمة، وفق وزارة الصحة.