دراسة: ممارسة الرياضة قد تمنع الوفاة بفيروس كورونا

14 ابريل 2021
ممارسة الرياضة مهمة لمواجهة كورونا (جايمس د.مورغان/Getty)
+ الخط -

وجدت دراسة حديثة نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أن الأشخاص "غير النشطاء باستمرار" هم أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا. ولاحظ باحثون أن أولئك الذين كانوا غير نشطين خلال العامين الماضيين، كانوا أكثر عرضة للدخول إلى المستشفى وقسم العناية المركزة بالمقارنة مع الأشخاص الذين يمارسون الرياضة، بحسب ما نقلت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

ودققت الدراسة في بيانات نحو 50 ألف بالغ أصيبوا بالفيروس بين يناير/كانون الثاني وأواخر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وبحسب الباحثين، فقد صنّف الأشخاص الذين مارسوا أقل من 10 دقائق من التمارين الرياضية في الأسبوع بأنهم "غير النشطاء باستمرار". وقارنوا المعلومات الواردة من هؤلاء بأولئك الذين استوفوا إرشادات التمرين لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع، والأشخاص الذين لديهم "بعض النشاط" من 11 إلى 149 دقيقة.

ووجد الباحثون ومؤلفو الدراسة أن عدم ممارسة الرياضة باستمرار  يزيد من احتمالات دخول المستشفى بمقدار 2.26 ضعف بالمقارنة مع الأشخاص الذين يلتزمون باستمرار بإرشادات النشاط البدني. أما الأشخاص الذين كانوا يمارسون بعض الأنشطة الرياضية بنطاق ضيق، فلديهم احتمالات أكبر بمقدار  1.89 مرة لدخول المستشفى.

كما وجدت الدراسة أن المرضى الذين كانوا غير نشطاء لديهم احتمالات أكبر بمقدار 1.73 مرة في البقاء في العناية المركزة، وتصل احتمالات الوفاة إلى نحو 2.49 مرة بالنسبة للمرضى غير النشطاء. وخلص المؤلفون إلى أن الالتزام المستمر بإرشادات النشاط البدني يرتبط ارتباطاً وثيقاً بانخفاض احتمالات الإصابة بفيروس كورونا الحاد بين البالغين المصابين.

في هذا الصدد، ينصح الخبراء البالغين كبار السن العاملين في المملكة المتحدة، بضرورة ممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات الهوائية، أو ممارسة 75 دقيقة من النشاط البدني الشديد مثل الجري أسبوعياً.

وتعليقاً على الدراسة، وصف هيو إدوارد، الرئيس التنفيذي لـ"UK active"، التي تعمل على تحسين صحة الناس من خلال التحفيز على زيادة النشاط البدني، الدراسة بكونها دعوة للنظر إلى مستويات النشاط البدني في المملكة المتحدة. وقال: "نعلم أن الخمول البدني هو أحد أكبر أسباب الوفاة والمرض على مستوى العالم. كما أن مستوى نشاط المملكة المتحدة ليس حيث ينبغي أن يكون، الأمر الذي يضعفنا خلال مواجهة كورونا". وتابع: "هناك فرصة للحكومة لإعطاء الأولوية للنشاط البدني من خلال زيادة الاستثمار والضرائب والإصلاح التنظيمي".

وبحسب شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية، فإن الحركة المنتظمة قد تقلل من شدة أعراض فيروس كورونا. حتى الآن، حددت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عوامل الخطر الخاصة بفيروس كورونا بالتقدم في العمر، الإصابة بأمراض مصاحبة أساسية، مثل السكري والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية.

قضايا وناس
التحديثات الحية

ومن الصعب، إن لم يكن من المستحيل، التخفيف من عوامل الخطر المدرجة. لذلك، يمكن القول إن نتائج هذه الدراسة الجديدة تضيف الخمول إلى أعلى تلك القائمة، لأنه عامل خطر قابل للتعديل. وبحسب خبراء الصحة، فإنّه للوصول إلى عتبة التمرين البالغة 150 دقيقة على مدار الأسبوع، يحتاج الإنسان إلى ممارسة ما يقل قليلاً عن 22 دقيقة يومياً، وقد يبدو ذلك مربكاً بعض الشيء. إلا أن 22 دقيقة في اليوم لا تعني بالضرورة الاشتراك في عضوية صالة رياضية جديدة، أو ممارسة رياضة الركض، بل إن اعتماد استراتيجيات صحيحة قد يتيح تحقيق هدف التمرين اليومي مع القليل جداً من الإزعاج لنمط الحياة الروتينية.

وبحسب "سي أن أن"، يمكن لخمس استراتيجيات تحقيق الهدف المنشود، وهي المشي السريع، وثانياً، ممارسة القليل من النشاط البدني في المنزل كألعاب القوى، وثالثاً ممارسة النشاطات بذكاء، إذ وجدت دراسة أعدت عام 2016 أن العديد من الناس يعتقدون أن معدل التمرين اليومي المثالي يراوح ما بين 60 و75 دقيقة. مع ذلك، كشفت الأبحاث الحديثة زيف تلك الدراسات السابقة، ووجدت أن قياس فاعلية التمارين أهم من المدة التي يستغرقها التمرين نفسه. الاستراتيجية الرابعة هي اعتماد أسلوب اللعب والضحك في ممارسة الرياضة، وعدم إدخالها في خانة النشاطات المرهقة. أما الخامسة، فهي مراقبة نوعية التمارين الرياضية والاستمرار في ممارستها بهدف النجاح فيها. 

المساهمون