كشفت دراسة بحثية عن انقطاع الدعم عن كثير من المنشآت الطبية التي تقدم الخدمات لأكثر من 1.5 مليون شخص في شمال غرب سورية، فضلا عن معاناة القطاع الطبي من نقص البنية التحتية، وندرة الكوادر مقارنة مع عدد السكان.
وقال "مركز جسور للدراسات" في الدراسة، إنه بحلول عام 2022 شهدت منطقة إدلب انقطاع الدعم عن 18 منشأة طبية. وأحصت الدراسة وجود 3400 سرير في المنشآت الصحية بمناطق المعارضة السورية في محافظات حلب وإدلب والرقة والحسكة، وهي مناطق تضم ما يقارب 4.4 ملايين نسمة، بمعدل أقل من سرير واحد لكل ألف شخص، بينما المتوسط الدولي 2.9 سرير لكل ألف شخص؛ ما يعني وجود نقص شديد في عدد المرافق الصحية بمناطق المعارضة السورية.
ويقول الباحث وائل علوان لـ"العربي الجديد"، إن قطع الدعم عن 18 مشفى عاما في مناطق المعارضة يهدد بمفاقمة المأساة الإنسانية التي يعانيها قطاع الصحة أساساً، والدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على هذا الأمر، وأضاف أنه من "خلال البيانات، فإن واقع القطاع الصحي يحتاج إلى تدخّل عاجل لإتمام واستكمال المرافق الموجودة حاليا، وبناء مرافق جديدة، ودعم الكوادر الطبية والفنية لهذا القطاع وتأهيل فرق إضافية".
وأوضحت الدراسة أنه وفقا لبيانات في الخرائط التي أعدها يتضح أن هناك "نقصا صارخا في عدد الأطباء"، ويقدر عددهم في كامل مناطق المعارضة بـ2206 فقط، وهو عدد قليل نسبة للكثافة السكانية في هذه المناطق، وأن عدد المشافي في مناطق المعارضة 78 مشفى، فيها 3400 سرير، و307 غرف عمليات، و331 عرف عناية مركزة، بينما عدد الأطباء العامّين والمتخصصين يصل إلى 2206، وهم لخدمة 4.4 ملايين نسمة.
وتؤكد الدراسة أن ذروة الحاجة قائمة في منطقتي تل أبيض في الرقة، ورأس العين في الحسكة، على الرغم من أنهما الأقل كثافة من ناحية السكان، تليهما منطقة أريحا بإدلب، وهي قريبة من خطوط التماس مع النظام، تليها منطقتا عفرين وجرابلس في حلب، ثم مناطق حارم وسمعان في إدلب.
وتشير الدراسة إلى أن منطقة إدلب من أكثر المناطق التي يتعرض فيها السكان لعوامل المرض، والإصابات المرتفعة نتيجة الظروف الصعبة للسكان والكثافة، إذ يقطن هناك أكثر من 2.8 مليون شخص، وفي المحافظة 56 مشفى عاما يضم قرابة ألفي سرير، و235 غرفة عمليات، و237 غرفة عناية مشددة، ويتوفر في المحافظة نحو 1500 طبيب.
وتعاني منطقة حلب نقصا حادا في المشافي العامة والكوادر الطبية، ويقطن فيها قرابة 1.8 مليون شخص، ولا يوجد سوى 21 مشفى، تضم 69 غرفة عمليات، و80 غرفة عناية مشددة، وفيها قرابة 700 طبيب. وفي الحسكة والرقة، وتحديدا رأس العين وتل أبيض، لا يوجد سوى مشفى عام واحد، و18 طبيبا، وفيها 18 سريرا، و3 عرف عمليات، و5 غرف عناية مشددة، مع العلم أن سكان المنطقتين 56 ألف شخص.