نصبت "اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا" خيمة بجانب دوار غسان كنفاني للتضامن مع معتقلي عكا، الذين اعتقلوا من قبل القوات الإسرائيلية خلال "هبة الكرامة" دعماً لإخوتهم الفلسطينيين في القدس والأقصى وغزة وحي الشيخ جراح.
وجاء في بيان للجنة "إلى أهلنا في عكا وفي عموم فلسطين، لقد علمتم أن أهالي عكا التحموا مع أبناء شعبهم في هبتهم الشعبية من أجل القدس وغزة والأقصى في مايو/ أيار الماضي، كما فعلت قرى وبلدان كثيرة على امتداد فلسطين، ونتيجة لذلك شنت سلطات الاحتلال هجمة شرسة اعتقلت فيها المئات من الأهالي وبقي منهم 29 معتقلاً من عكا، وتزداد أعدادهم أسبوعياً مع استمرار الملاحقات ومحاولات تلفيق الاتهامات لهم، إضافة إلى انتهاك أبسط حقوقهم دون حسيب أو رقيب".
ونصبت الخيمة يومي الجمعة والسبت ليلاً، وتخللتها ندوات قصيرة عن معاناة المعتقلين والتوعية بشأن الاعتقال السياسي.
وقال أحمد غزاوي عضو "اللجنة الشبابية لمتابعة معتقلي عكا"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك 29 معتقلاً وحملة الاعتقالات ما زالت مستمرة في تفتيش البيوت والطلب للتحقيقات. تم اعتقال 220 معتقل من عكا منذ 11 مايو/ أيار، وحالياً يوجد 29 معتقلاً تم تقديم لوائح اتهام بحق 25 منهم، وأربعة قيد التحقيق".
ولفت غزاوي إلى أنّ "معتقلي عكا مروا بظروف صعبة خلال التحقيقات، وتم وضعهم على كرسي مع ظهر منحنٍ لعدة أيام متواصلة عدا عن تعذيب المخابرات. نطالب الكيان الصهيوني بوقف الاعتقالات في عكا، ونؤكد أنّ كل الداخل الفلسطيني ونحن مستمرون في التصعيد والتضامن مع ذوي المعتقلين".
ومن جهته، وصف وسام عريض، الذي يرافع عن ثلاثة من المعتقلين، معتقلي عكا بأنهم "منسيون"، معتبراً، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك "تقاعساً كبيراً في كل ما يتعلق بأسرى عكا، هناك تخاذل محلي والأحزاب السياسية ولجنة المتابعة، حتى الأهالي عندهم إحباط ونوع من عدم الثقة في القيادات المحلية والقطرية"، موضحاً أنّ "التهم الموجهة للمعتقلين مختلفة من محاولة القتل أو المشاركة بذلك، وكل التهم الموجهة لهم تم توجيهها على أساس عنصري وقومي".
وبيّن أنّ "هذه التهم، للأسف الشديد، من الممكن أن تتعدى عقوبتها 15 سنة، لذلك أتوجه لكل الفصائل الفلسطينية بمنظمة التحرير وحماس وغزة، أن يتم إدخال كل أسرى الداخل الفلسطيني في جميع المدن والقرى، خاصة الملفات الصعبة، في أي محاولة لعملية تبادل الأسرى مع جنود أو المعتقلين المأسورين في غزة".
وقالت أميرة حلواني، والدة المعتقل محمد (25 سنة)، لـ"العربي الجديد"، "اعتقل ابني محمد في 12 أيار خلال أحداث هبة الكرامة، واتهم بعدة تهم باطلة لم يقم بها، واعترف بأمر واحد فقط. ابني لم يشارك في التظاهرات، هو خرج عندما نادوا أن الجامع سوف يحرق وأنّ المستوطنين دخلوا إلى الجامع وحصل ما حصل، زرته في السجن مرتين، بالبداية كانت نفسيته متعبة من التعذيب والتحقيق، الآن هو أفضل، الوضع غير عادي؛ هناك تلفيق تهم كثيرة والمعتقلون يمرون بأزمة صعبة، أشعر بصعوبة ثلاثة أشهر كان ابني بعيداً عني خلالها لا أحضنه. هو ابني الصغير والسند لي".
وقال موفق أنصاري، والد المعتقل خالد (18 عاماً)، لـ"العربي الجديد"، "اعتقل خالد في 29 يونيو/ حزيران، وحتى الآن هناك 5 تهم موجهة بلائحة الاتهام، منها المشاركة في التظاهرات والمشاغبة والتكسير، أصعب شيء كان فترة تحقيق المخابرات الإسرائيلية التي استمرت 12 يوماً وهذه أصعب فترة بالنسبة لي كأب".
وتابع أنصاري "لم يسمح للمحامي أن يلتقي مع ابني وهو مخفي عني، وجهاز المخابرات يضغط على الأهالي ويقول لنا إنّ وضعه صعب. هذه فترة عصيبة جداً. لا أعرف شيئاً عن وضعه النفسي، رأيته في لقاء بالمحكمة لثوانٍ. هذا مرهق وصعب على ذوي المعتقلين".
وتحدث أنيس صفوري، وهو أسير محرر، في الخيمة مع ذوي المعتقلين عن تجربته في السجن وعن دور الحركة الأسيرة الفلسطينية في مقاومة الاحتلال.