استمع إلى الملخص
- **الخيام التعليمية والرعاية الصحية:** تُقدم خدمات تعليمية بديلة للأطفال النازحين، بما في ذلك دروس في المواد الأساسية ودمج الأطفال ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى الرعاية الصحية الأولية لتحسين الحالة الصحية العامة.
- **التحديات والإصرار على الاستمرار:** رغم الظروف القاسية ونقص المواد الخام، يواصل المتطوعون العمل بأبسط الإمكانيات، مؤكدين على إصرارهم في خلق أجواء إيجابية من خلال الأنشطة التراثية.
تلتقط الطفلة الفلسطينية دعاء صالحة كرة مررتها إليها إحدى المتطوعات داخل مجموعة من الخيام الخدماتية للنازحين في مدينة دير البلح برفقة عدد من الأطفال الذين بدت على ملامحهم الصغيرة علامات الانسجام، في الوقت الذي يحيط بهم الخطر من كل جانب جراء تواصل العدوان الإسرائيلي منذ العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويتجمع الأطفال داخل مجموعة من الخيام حيث تنظم أنشطة متنوعة بهدف التفريغ النفسي وإسعاد الأطفال بعيداً عن الضغوط المستمرة. وتتنوع الأنشطة التي تقدم داخل الخيام، وأبرزها أنشطة الدعم والتفريغ النفسي. وتشرف عليها مجموعة من المؤسسات المجتمعية وذلك في مراكز إيواء النازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وتقول دعاء (11 عاماً) لـ "العربي الجديد"، إنّها تشعر بسعادة كبيرة بعد مشاركتها مع أقرانها في عدد من الأنشطة الترفيهية والتفاعلية داخل الخيمة المخصصة للفعاليات، كما شاركت في جلسات تعليمية، بعد فترة من الانقطاع عن الدراسة بسبب تواصل الحرب.
وتشمل الخيام الخدماتية عدداً من الزوايا التي تختص بتعليم الأطفال لإبقائهم على تواصل مع العملية التعليمية، بالإضافة إلى الأنشطة الترفيهية والتفاعلية والتفريغ النفسي، وتعلم المشغولات اليدوية كالتطريز والرسم على الزجاج، علاوة على تخصيص منجرة لصناعة الأثاث والمقاعد لجلوس الأطفال خلال مشاركتهم في مختلف الأنشطة. وتقول مسؤولة الإعلام في جمعية التنمية المجتمعية نهى الشريف، إن المبادرة تسعى إلى تحسين حياة النازحين الفلسطينيين الذين أجبرتهم ظروف الحرب على ترك منازلهم ومناطق سكنهم، عبر تركيب خيام لتقديم أنشطة متنوعة.
وتبين الشريف لـ "العربي الجديد" أن المبادرة جاءت استجابةً لاحتياجات مراكز الإيواء التي حددتها لجان الحماية المجتمعية، وتتضمن إقامة خيام في مراكز الإيواء، لتلبية احتياجات الأنشطة التعليمية، والصحية، والترفيهية التي من شأنها توفير بيئة داعمة ومريحة للنازحين وتسعى إلى تطوير الأنشطة المجتمعية، عبر توفير بيئة تفاعلية داعمة تساهم في تعزيز التكافل الاجتماعي، وتحسين واقع الأسر النازحة.
وتلفت إلى أن الأنشطة داخل الخيام متعددة الأغراض وتتضمن تقديم الرعاية الصحية الأولية، والأنشطة الترفيهية والنفسية، إلى جانب تحسين الحالة الصحية العامة من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية، علاوة على توفير التعليم البديل للأطفال وتعزيز الصحة النفسية لهم ولأسرهم من خلال توفير بيئة مساندة وآمنة.
من جهتها، تقول المعلمة الفلسطينية إيمان سرور، وهي من فئة الصم، إنها نزحت من مدينة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة برفقة زوجها وأطفالها. وشاركت في تدريس الأطفال مادة الرياضيات ضمن الخيام التعليمية، بمساعدة معلمة ناطقة تقوم بترجمة المعلومات للأطفال من غير الأشخاص ذوي الاعاقة.
وتشير سرور في حديثها لـ "العربي الجديد"، عبر لغة الإشارة، إلى التفاعل الإيجابي للأطفال مع الدروس التي يتم تقديمها داخل الخيمة التعليمية، مضيفة أنه "على الرغم من التفاعل الإيجابي للطلبة، إلا أن هناك غصة في قلوبهم تتمثل في آمالهم المعلقة بالعودة إلى بيوتهم ومناطق سكنهم ومقاعدهم الدراسية".
وفي السياق نفسه، توضح المعلمة والاختصاصية الاجتماعية لدى جمعية أطفالنا للصم عبير الوحيدي، أن الخيام التعليمية المقامة ضمن الخيام الخدماتية تأتي انطلاقاً من الحرص الشديد على مواصلة المسيرة التعليمية على الرغم من الآثار الصعبة للعدوان الإسرائيلي، مشددة على أن ذلك الحرص قوبل بترحيب من أهالي الطلبة، الذين ساهموا بدورهم في إنجاح الفكرة.
وتبين الوحيدي أن الخيام التعليمية تقدم المواد التعليمية المتخصصة للمراحل الابتدائية، مع مراعاة النهج الشامل الذي يتم من خلاله دمج الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية والحركية والبصرية، وقد سبق تقديم تلك المواد مجموعة من الأنشطة اللامنهجية بهدف تهيئة دمج الأطفال وكسر الجمود.
أما في ما يتعلق بالخيمة المخصصة للمشغولات اليدوية، فتوضح مدربة التطريز كوكب القدسي، أنها تأتي بعد تدمير مقر جمعية أطفالنا للصم، والتي كانت تضم مجموعة واسعة من الزوايا والأنشطة والمنتجات والمشغولات اليدوية، في محاولة لمواصلة العمل بأبسط الإمكانيات على الرغم من الظروف القاسية التي أفرزها العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ عشرة أشهر.
وتلفت القدسي في حديثها لـ "العربي الجديد"، إلى صعوبة العمل ضمن الحرب، بفعل فقدان العديد من العينات والمواد الخام وعدم توفرها في الأسواق نتيجة الإغلاق الإسرائيلي المتواصل للمعابر، "لكننا مصرون على تحدي الواقع الصعب، وخلق الأجواء الإيجابية، وصناعة القطع التراثية، والرسم على الزجاج بأبسط الإمكانيات".