خبير يطمئن: لا قوة تدميرية للهزّة الأرضية التي ضربت لبنان

09 فبراير 2023
مشاهد الدمار الناجم عن الزلزال الأخير تثير الخوف في نفوس اللبنانيين (Getty)
+ الخط -

ضربت لبنان، مساء أمس الأربعاء، هزّة أرضية بقوّة 4.2 درجات على مقياس ريختر، من خارج الهزّات الارتدادية التي تُسجَّل بعد زلزال تركيا وسورية الأخير، الأمر الذي خلق حالة من الهلع لدى المواطنين ودفع عدداً منهم للنزول إلى الشارع وإخلاء منازلهم، لا سيّما تلك المتصدّعة أو القديمة.

وأفاد المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنّس التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، بأنّ الهزّة الأرضية وقعت على بعد خمسة كيلومترات جنوباً من منطقة الهرمل، غربي البلاد، وشعر بها سكان البقاع (غرب)، والشمال والمتن وكسروان (وسط)، وبيروت.

وتناقلت وسائل إعلامية ومنصّات للتواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو لمواطنين في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيّما طرابلس (شمال)، نزلوا إلى الشارع مع متاع لهم تخوّفاً من هزّات جديدة محتملة من شأنها أن تلحق أضراراً مادية جسيمة بأماكن سكنهم أو تعرّضها للسقوط نظراً إلى وجود مبان متصدّعة وقديمة.

وقد أوعز رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين إلى القائمين على شؤون الحدائق في المدينة لفتح حديقة الملك فهد في منطقة المعرض، وحديقة الرسالة في منطقة القبّة، أمام الأهالي الذين أخلوا منازلهم على أثر الهزّة التي وقعت. فمشاهد الدمار المؤلمة المنقولة من المناطق المنكوبة، من جرّاء الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية فجر يوم الإثنين الماضي في السادس من فبراير/ شباط الجاري، أثارت مشاعر الخوف لدى كثيرين.

وبعد تداول أخبار عن أضرار نتجت عن الهزّة الأخيرة غربي البلاد، لا سيّما انهيار مبانٍ وما إلى ذلك، أفادت غرفة الكوارث في بعلبك (غرب)، بأنّ أيّ أضرار مادية لم تُسجَّل من جرّاء الهزّة الأرضية التي ضربت لبنان، أمس الأربعاء.

وفي هذا الإطار، يطمئن الأستاذ الجامعي والاختصاصي في علوم المياه الجوفية سمير زعاطيطي إلى أنّ "الهزّة التي ضربت لبنان مساء أمس الأربعاء ليست من الهزّات الارتدادية، بل من تلك الاعتيادية ولا قوّة تدميرية لها"، ويؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "السيناريو الأسوأ مرّ"، في إشارة إلى الزلزال الأخير يوم الإثنين الماضي الذي كادت تداعياته تكون أكبر وأخطر على لبنان، ويشرح أنّ "الزلزال الذي ضرب تركيا أتت ارتداداته لبنانياً بدرجات أخفّ".

ويفيد زعاطيطي بأنّ "مثل هذه الهزّات (الاعتيادية) كانت تحصل في السابق، ولم يكن يُحكى عنها أو يشعر بها سكان كلّ المناطق اللبنانية"، مضيفاً أنّ هزّات مماثلة "سوف تحصل مجدداً من دون أن تنطوي على أيّ خطر، علماً أنّه من غير الممكن توقّع وقت حصولها". ويرى زعاطيطي أنّ "وقع الهزّة الأخيرة (في لبنان) يختلف اليوم، إذ إنّ الناس خائفون، أضف إلى ذلك الأخبار التي تخرج في الإعلام والمعلومات المغلوطة التي تنتشر على منصّات التواصل الاجتماعي والتي تثير نوعاً من الهلع لدى المواطنين".

ويوضح الباحث في علوم المياه الجوفية أنّ "ضخامة الزلزال التركي تعود إلى كونه التقاء لثلاثة خطوط زلزالية، الصفيحة العربية وتناطحها مع تلك الآسيوية، وصفيحة البحر المتوسّط تحت تركيا، وخطّ كسور أرضية من جبال طوروس وصولاً إلى العقبة ومروراً بلبنان عبر ما نسمّيه بفالق اليمّونة"، ويلفت إلى أنّ "ثمّة انزلاقات أفقية تحدث تكون لها ارتداداتها، لكنّها لا تولّد طاقة كبيرة، وقد تراوح ما بين 3.5 و4 درجات، وهذه بسيطة جداً مقارنة بـ7 درجات على سبيل المثال".

ويتابع زعاطيطي أنّ "قوّة الهزّات الارتدادية (الناجمة عن الزلزال الأخير) بدأت تتراجع، لكنّها قد تستمرّ لمدّة زمنية، إنّما من دون أن يشعر بها المواطنون اللبنانيون"، مشدّداً على أنّ "لا خطر من جرّاء ذلك" وأنّ "ما يحصل أمر طبيعي".

وفي سياق متصل، نبّه النائب في البرلمان اللبناني جهاد بقرادوني، في ثلاث تغريدات متتالية على موقع تويتر، إلى وضع المباني بمنطقة الأشرفية في بيروت، وطالب بالتحرّك العاجل بعد الهزّة التي ضربت لبنان، وأشار إلى أنّ الزلزال الأخير الذي وقع في تركيا وسورية والهزّات التي تبعته في لبنان أثارت "مخاوف حقيقية" تتعلّق بوضع المباني في معظم المناطق اللبنانية، لا سيّما الأشرفية، التي تأثّرت لجهة تصدّع عدد كبير من مبانيها ومنازلها نتيجة انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من أغسطس/ آب 2020.

ودعا بقرادوني الوزارات والمجالس المعنية وبلدية بيروت وجمعيات المجتمع المدني إلى التحرّك العاجل لدراسة ما يمكن المباشرة به في هذا الإطار، سواء لجهة المسح الشامل أو لجهة الخطوات الاستباقية، مشدّداً على أنّ "أخطر شيء وأسهل شيء أن نبقى في أماكننا ولا نقوم بأيّ شيء".

المساهمون