خبراء يطورون علاجات مبتكرة لمرض ألزهايمر

15 نوفمبر 2021
تتزايد أعداد المصابين بمرض ألزهايمر سنوياً حول العالم (باتريك هيرتزوغ/ فرانس برس)
+ الخط -

لا يزال مرض "ألزهايمر" واحداً من أكثر الأمراض المستعصية في ظل غياب العلاج وارتفاع أعداد المصابين، إذ يصيب شخصاً واحداً من بين كل 9 أشخاص يبلغون من العمر 65 سنة أو أكثر في الولايات المتحدة، وواحداً من بين 14 شخصاً في المملكة المتحدة، حسب دراسة نشرت في مجلة "ميديكال نيوز توداي" الطبية الأميركية.

وفي محاولة لإيجاد علاج ما، توصل فريقان، الأول من المملكة المتحدة وألمانيا والآخر من الولايات المتحدة، خلال الفترة الماضية، إلى علاجات مختلفة قد تساعد في الحد من المرض، أو إعادة الذاكرة لبعض المصابين.

وأوردت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية ما يفيد بنجاح تجارب جديدة أُجريت على الفئران، التي يجرى حقنها بنوع من اللقاحات التي من شأنها تدمير البروتينات المسببة مرض ألزهايمر في الدماغ.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا اللقاح "قد يكلف 15 جنيها إسترلينياً فقط للجرعة، ويرى الخبراء أنه قد يُحدث ثورة في عالم الطب، ويمكن أن تبدأ التجارب السريرية على التقنية التي تستهدف شظايا (بيتا الأميلويد) القابلة للذوبان في الدماغ في غضون عامين".

وقال المؤلف المشارك في الدراسة البروفيسور توماس باير، من جامعة جوتنجن في ألمانيا: "في التجارب السريرية السابقة، لم تظهر أي من العلاجات المحتملة نجاحاً كبيراً في الحد من أعراض ألزهايمر، حتى إن البعض أظهر آثاراً جانبية سلبية، لذلك قررنا اتباع نهج مختلف، فبدأنا بتحديد جسم مضاد في الفئران من شأنه أن يبطل الأشكال المقتطعة من الأميلويد بيتا القابل للذوبان المسببة المرض، ثم تكييف الجسم المضاد TAP01، ما أدى إلى انحناء البروتين على نفسه، بدلاً من الذوبان والتسبب في فقدان الذاكرة، في الاختبارات، وقام كل من الجسم المضاد واللقاح المُصمم لإصلاح وظيفة الخلايا العصبية في الدماغ بزيادة التمثيل الغذائي للجلوكوز، ما أعاد ذكريات الفئران".

من جهته، لفت المؤلف المشارك البروفيسور مارك كار، من جامعة ليستر البريطانية، إلى أن التجربة "قد تفتح المجال أمام التجارب البشرية، وهذا العلاج يمكن أن يساعد ليس فقط في علاج ألزهايمر، ولكن أيضاً في التطعيم المحتمل ضد المرض قبل ظهور الأعراض".

تحفيز جهاز المناعة

وخلال التجارب، عمد الفريق إلى تصميم شكل مستقر من بنية اللقاح الذي من شأنه أن يحفز جهاز المناعة على صنع أجسام مضادة، وتم اختبار العلاج على مجموعتين من الفئران، تعاني إحداها من وجود أشكال خفيفة، والأخرى من أعراض شديدة من مرض ألزهايمر ، فدُهش الباحثون عند مطالعة النتائج.
وساعد كل من الجسم المضاد واللقاح على استعادة الذاكرة ووظيفة الخلايا العصبية، فضلا عن زيادة التمثيل الغذائي للجلوكوز في الدماغ، وتقليل تكوين الأميلويد بيتا، مع عدم وجود آثار جانبية سيئة.
وأكد البروفيسور كار أن التوصل إلى هذه النتائج جاء من خلال استخدام نفس أساليب تقييم الآثار، بما في ذلك التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي للدماغ، وهي الأساليب نفسها المستخدمة لتتبع المرض لدى البشر.
 

وفي السياق نفسه، نشرت مجلة Medical News Today دراسة تشير إلى أن الدواء الذي يستخدم لعلاج التصلب المتعدد، وهو مرض يُصيب الدماغ والحبل النخاعي، قد يكون فعالاً في علاج أعراض ألزهايمر، بما في ذلك فقدان الذاكرة.

وأجرى الخبراء من معهد "ديل مونتي" لعلم الأعصاب بجامعة روتشستر- نيويورك الدراسة على الفئران، التي جرى إعطاؤها عقار "جلاتيرامر أسيتات" مدة 8 أسابيع، ثم قاموا بتقييم مهارات الذاكرة لديهم.

والفئران التي استخدمت في التجربة كانت من الإناث بعمر 15 شهراً، ومصابة بثلاث طفرات مرتبطة بمرض ألزهايمر، وقسم الباحثون الفئران إلى فئتين، الأولى تم حقنها تحت الجلد بمادة "جلاتيرامر أسيتات" مدة 8 أسابيع، فيما تلقت المجموعة الأخرى حقن محلول ملحي مخزّن بالفوسفات.

وأكد كبير مؤلفي الدراسة الطبيب مايكل أو بانيون، أستاذ علم الأعصاب، أنه "بعد 8 أسابيع، قام الباحثون بتقييم مهارات الذاكرة لدى الفئران، كما قاموا بتحليل أنسجة المخ لديها للبحث عن التغيرات في الخلايا الدبقية الصغيرة، واكتشفوا مؤشرات على تحسن الذاكرة.

وعلقت مديرة برامج الخرف في معهد باسيفيك الأميركي لعلوم الأعصاب فيرنا آر بورتر قائلة: "هذه دراسة أولية تضفي مصداقية على فكرة أن العلاجات التي تعدل بشكل فعال جهاز المناعة يمكن أن تكون فعالة في مكافحة مرض ألزهايمر"، لكنها أضافت أن "الدراسة تحتاج إلى المزيد من التجارب".

المساهمون