حوادث الغرق تثير القلق في المغرب: أودية وشواطئ بلا حماية

16 مايو 2023
توالت حوادث الغرق قبل الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف في المغرب (عبد الحق سينا/فرانس برس)
+ الخط -

يثير توالي حوادث الغرق في الأودية والسدود والأماكن غير المحروسة ومنشآت الري، التي ذهب ضحيتها أطفال وشباب، في الآونة الأخيرة، قلقاً في المغرب، وأعادت طرح أسئلة عن أسباب تلك الفواجع ومدى توافر المراقبة في تلك المساحات وتوفير بدائل للشباب توقف نزف الأرواح.
وقبل الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف في المغرب، توالت حوادث الغرق منذ بداية الشهر الحالي، وذلك بالتزامن مع موجة الحر التي تشهدها البلاد منذ أيام، ودفعت العديد من المغاربة إلى الإقبال على الأودية والسدود والشواطئ والأماكن غير المحروسة.

ومنذ بداية الشهر الحالي، سُجل مصرع أكثر من 4 أشخاص بعد غرقهم في شواطئ مدينة طنجة (شمال) فيما نجا العديد من المصطافين من الموت المحقق جراء غياب الحراسة عن الشواطئ، وكان آخرها مصرع طفلة غرقاً، الأحد الماضي، بشاطئ سيدي عبد السلام إقليم تطوان (شماليّ المغرب).

الصورة
أنكور بوينت ، المغرب (Getty)
الأودية والشواطئ غير المحروسة تشكل خطراً على مرتاديها (Getty)

وفي الثاني من مايو/ أيار الحالي، لقي شاب حتفه بمحافظة شيشاوة (جنوب)، غرقاً في صهريج مائي بإحدى الضياع الزراعية.
وفي محاولة للحد من حوادث الغرق، كانت لافتة مسارعة السلطات المحلية بطنجة إلى إعلان انطلاق الموسم الصيفي، ابتداءً من 15 مايو/ أيار الحالي عوض الأول من يونيو المقبل، ما سيمكن من توفير سبل الإنقاذ والتدخل. فيما بدأت وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية (مؤسسة حكومية)، حملة توعوية وتحسيسية بالمؤسسات التعليمية، للحد من حوادث الغرق بالسدود، بشراكة مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال – خنيفرة وجهة الدار البيضاء – وسطات وجهة الرباط – سلا – القنيطرة.
وتستهدف الحملة التلاميذ الذين تراوح أعمارهم بين 12 و16 عاماً، من خلال ترويج كبسولة أنتجتها الوكالة بتقنية الرسوم المتحركة، لإثارة النقاش مع التلاميذ، وتوعيتهم بالمخاطر الحقيقية التي تنجم عن السباحة بحقينات السدود.
ويرى الناشط المدني والباحث في مجال قضايا الشباب، عبد الواحد الزيات، أن الأودية والشواطئ غير المحروسة تشكل خطراً على مرتاديها، وتخلّف مآسي كبيرة للأسر والعائلات، مؤكداً ضرورة تفادي السباحة في تلك الأماكن، لأن الجهات المختصة بالوقاية المدنية لا يمكن أن توفر آليات الرصد والمراقبة أو الموارد البشرية اللازمة في أماكن غير صالحة للسباحة وتشكل خطورة.
وأوضح لـ"العربي الجديد" أن بعض الأودية والشواطئ بحكم قربها تغري أطفالاً وشباباً بالسباحة دون وعي منهم بخطورة الوضع، وهو أمر يفرض القيام بحملات تحسيسية في الإعلام العمومي والإذاعات الخاصة، ووضع علامات الخطر بمنع السباحة فيها، خصوصاً أن فترة الصيف تعرف إقبالاً كبيراً عليها.

ولفت الزيات إلى أن أغلب الضحايا يكونون من مناطق قروية أو أحياء شعبية، ما يفرض الاهتمام بخلق برامج للأطفال والشباب القرويين، وتوسيع مساحة الاستفادة للشباب من المخيمات الصيفية التي تقتصر فقط على الأطفال ما بين 9 سنوات و14 سنة.
وسجل الزيات غياب برامج وزارة الثقافة والشباب، التي تهدف إلى التواصل مع الشباب في وقت يفترض فيه خلق برامج متعددة ومتنوعة لهم خلال العطلة الصيفية تشمل أيضاً السباحة بشكل مؤطر، مشيراً إلى أن حوادث الغرق تطرح كذلك علامات استفهام عن مسؤولية الأسر في تأطير أبنائها وتنبيههم إلى خطورة السباحة في المناطق الخطرة وغير المحروسة.

المساهمون