حوادث الانتحار لا تتوقف في سورية

سجلت عدة محافظات سورية حوادث انتحار، منها محافظات السويداء جنوباً وحلب شمالاً واللاذقية غرباً، حيث شهدت سورية ارتفاعا بمعدل حالات الانتحار خلال السنوات الماضية. 
وشهد الأسبوع الماضي ثلاث حوادث انتحار في ريف محافظة حلب، شمالي سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث أقدمت فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً على الانتحار في قرية عيلم بريف مدينة عين العرب الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، ولفت المرصد إلى أن مناطق سيطرة الجيش الوطني سجلت أيضاً حادثتي انتحار، الأولى وقعت في مدينة مارع لسيدة بعمر 20 عاماً، أقدمت على شنق نفسها في المنزل، والثانية لطفلة دون الثامنة في مدينة اعزاز.
وفي محافظة السويداء، سُجلت 5 حوادث انتحار ليافعين وفق تصريحات رئيس مركز الطب الشرعي في السويداء، أكرم نعيم، الذي قال في حديثه لصحيفة "الوطن"، الموالية للنظام، إنه خلال المدة ما بين مطلع عام 2022 و27 إبريل/نيسان بلغ عدد الوفيات المسجلة ضمن سجلات الطبابة الشرعية  40 حالة، منها 18 حالة قتل عن طريق الخنق أو بالسلاح الناري، وقال إن أخطر الحالات المسجلة هي الموت انتحاراً، حيث تم توثيق 7 حالات انتحار خمس منها في إبريل/ نيسان. 
وبخصوص حوادث الانتحار المسجلة في السويداء، لفت المواطن مصعب سعد (39 عاماً) خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الأوضاع الراهنة وطموح الشبان اليافعين في الحصول على فرص لحياة مناسبة خارج البلاد وصدمتهم بالواقع، إضافة لما يمرون به من مشاكل من بين أسباب إقدام البعض على الانتحار، وأضاف "الفعل هذا مستهجن ومرفوض بكافة الأعراف والقوانين، لكن البعض يستسلم".
وأكد أخصائي الأمراض النفسية ماجد فهيم لـ"العربي الجديد" أنّ هناك أسباباً عديدة للانتحار، منها الاضطرابات النفسية (الاكتئاب) بنسبة 40%، والخلل في العلاقات الأسرية والزوجية وغياب الدعم الاجتماعي والبطالة وسوء الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى إدمان الكحول والمخدرات، والأزمات والضغوط النفسية المفاجئة (خسارة مالية أو فقدان شخص عزيز)، ووسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت التي لها دور سلبي في التشجيع على الانتحار، هذا فضلاً عن ظروف الحرب والنزوح ومشاهد القتل والتعذيب والدمار، التي تغيب عنها الرقابة على الأطفال، وسهولة الحصول على المواد المخدرة والإدمان، بالإضافة إلى تفكّك العلاقات الأسرية.

تحقيق

انتحار الأطفال المهجرين... إنهاء مؤلم لقسوة الحياة في سورية

وكان مدير الهيئة العامة للطب الشرعي، زاهر حجو، قال إن مناطق سيطرة النظام السوري سجلت 45 حالة انتحار، وإنه بين حالات الانتحار المسجلة 37 من الذكور، و8 من الإناث، مبيناً أن 8 حالات كانت لأشخاص أعمارهم ما بين 40 و50 سنة، و27 حالة من المنتحرين استخدمت الشنق، وتم تسجيل 13 حالة عبر إطلاق النار، و3 حالات سقوط من علو شاهق، وحالتين باستخدام السم، وذلك منذ مطلع 2022 حتى 12 إبريل/نيسان.