حملة في المغرب لترشيد استخدام المياه تستهدف 400 حمام تقليدي

12 يناير 2023
تستمر الحملة 4 أسابيع (Getty)
+ الخط -

أطلقت مؤسسة حكومية في المغرب حملة تحسيسية لتوعية المواطنات والمواطنين بضرورة الحفاظ على الماء، وذلك في ظل الوضعية المائية المقلقة التي تعرفها البلاد.

وأعلنت "وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية" (مؤسسة حكومية تسهر على تطوير وتدبير الماء والملك العام المائي)، عن انطلاق حملة توعية، ابتداء من 17 يناير/ كانون الثاني الحالي وعلى مدى أربعة أسابيع، حول ضرورة ترشيد استخدام المياه وأهمية الحفاظ عليه داخل الحمامات العمومية بالجماعات (الباديات)، التابعة لعمالات (محافظات)، الرباط وسلا والصخيرات-تمارة.

وقالت وكالة الحوض المائي، في بيان لها نُشر الثلاثاء، إن الهدف الرئيسي من هذه المبادرة، التي تنظم بشراكة مع بعض فعاليات المجتمع المدني، يتمثل في توعية المواطنات والمواطنين بندرة المياه وبأهمية الاستهلاك المعقلن للماء.

كما تهدف الحملة، التي تستهدف 400 حمام تقليدي، للحد من هدر هذه المادة الحيوية، إلى جانب اتباع بعض السلوكات الجيدة عند الاستحمام والكف عن العادات السيئة، واختيار طرق الاستعمال الاقتصادية.

وتراهن الحملة لتحقيق أهدافها على وضع 400 ملصق داخل الحمامات وتوزيع 40 ألف منشور على الزبائن لتشجيع ترشيد استخدام الماء، كما سيتم الاعتماد على سيارة مجهزة بإعلانات تحسيسية تجوب المدن المعنية بالحملة.

ويأتي ذلك في وقت يعرف فيه المغرب نقصاً على مستوى الموارد المائية منذ 2018 إلى حدود هذه السنة، دفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة الوضع المائي الراهن وضمان التزويد بالماء بشكل مستمر، في عدد من جهات المملكة.

ولفت الخبير في مجال المناخ والتنمية المستدامة محمد بنعبو إلى أهمية الحملة التحسيسية التي أطلقتها وكالة الحوض المائي لتوعية المواطنات والمواطنين بضرورة الحفاظ على الثروة المائية التي تتناقص يوما بعد آخر وتلقي بظلالها على مختلف نواحي الحياة، لا سيما أن الحمامات التقليدية تعتمد بدرجة أولى على المياه الصالحة للشرب وعلى المياه الجوفية.

وقال بنعبو، في حديث مع "العربي الجديد "، اليوم الخميس، إن "التركيز على تحسيس العامل البشري الذي يستنزف بقوة الثروة المائية، خاصة في ظل الوضعية المقلقة الناجمة عن ندرة الماء، له دور كبير في التأثير على سلوك الناس، ويزيد من استدامة هذه المادة الحيوية".

وأوضح الخبير المغربي أن البلاد ما زالت تعيش حالة طوارئ مائية، إذ تبلغ نسبة ملء السدود المغربية حاليا 31.5 في المائة فقط، ولم تصل إلى النسبة التي سجلت خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، علما أن هذه الآخيرة كانت جافة وعرفت عجزا مائيا كبيرا.

وكانت وزارة التجهيز والماء في المغرب قد أعلنت في الأول من يوليو/ تموز الحالي، أن البلاد في "حالة طوارئ مائية" جراء تناقص الموارد المائية وارتفاع الاستهلاك، وشددت على ضرورة "التوقف عن ممارسة أي شكل من أشكال تبذير الماء حفاظاً على الموارد الحالية، ومن أجل ضمان التوزيع العادل للمياه لفائدة الجميع".

كما وجهت السلطات المغربية، في 23 يوليو/تموز الماضي، بتقليص كمية تدفق المياه الموزعة على المواطنين ومنع سقي المساحات الخضراء وملاعب الغولف بالمياه التقليدية (مياه الشرب أو المياه السطحية أو الجوفية)، بشكل تام.

وفي السنوات الأخيرة، بدأ المغرب ينوع برامجه للحد من أزمة ندرة المياه، مع إصدار قوانين تضمن الحقّ في المياه لجميع المواطنين، لكنّ معطيات حديثة لوزارة التجهيز والماء كشفت عن أرقام مقلقة حول العجز المائي المسجّل على صعيد مختلف الأحواض المائية في البلاد.

وينتظر أن يواجه المغرب في الأعوام المقبلة مشكلة الإجهاد المائي في ظل عدم استقرار تساقط الأمطار، إذ ينتظر أن تصل حصة الفرد من المياه التي كانت 3 آلاف متر مكعب في ستينيات القرن الماضي، إلى 700 متر مكعب في 2025.

المساهمون