حظر التجوّل يحرم سكان الرقة السورية من احتفالات رأس السنة

01 يناير 2023
التُقط هذا المشهد قبل فرض "قسد" الحظر الأمني في مدينة الرقة (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

غابت احتفالات رأس السنة الميلادية عن مدينة الرقة شمال شرقي سورية، فلم يودّع سكانها عام 2022 ويستقبلوا عام 2023 مثل ما فعلت شعوب العالم في طقوس لها خصوصيتها التي تختلف باختلاف الدول والثقافات.

وقد أدّى حظر التجوّل الذي تفرضه "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على مدينة الرقة إلى غياب كلّ المظاهر الاحتفالية الخاصة بعيد رأس السنة، وقبله بعيد الميلاد الذي حلّ في 25 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم. كذلك غابت الزينة وملابس العيد عن الأسواق والمحال، بخلاف العامَين اللذَين سبقا بعد تحرّر الرقة من قبضة تنظيم داعش خلال عملية "غضب الفرات 2017".

أحمد العيسى، صاحب متجر للألعاب والهدايا والورود في الرقة، يقول، لـ"العربي الجديد"، إنّه "في عام 2022، لم نستورد هدايا ومستلزمات خاصة برأس السنة (وعيد الميلاد)، من قبيل الشموع وأشجار الميلاد والملابس الحمراء والزينة باختلافها، نتيجة حظر التجوّل المفروض على الرقة منذ 26 ديسمبر الماضي، عقب الهجوم الذي نفّذته خلايا لتنظيم داعش استهدفت فيه النقاط الأمنية الأشدّ حراسة". ويؤكّد العيسى أنّ "هذا الأمر بات مخيفاً بالنسبة إليّ وإلى كثيرين من أصحاب محال الزينة والهدايا".

يضيف العيسى أنّ "أحد أصحاب متاجر الألعاب والهدايا في الجوار، تحديداً في منطقة الأماسي، عرض مجسّماً كبيراً لـ"سانتا كلوز" أو "بابا نويل"، الأمر الذي أدّى إلى ردود أفعال سلبية بالإضافة إلى قيام أحد الشبّان بطعن المجسّم، فاضطرّ صاحب المتجر إلى إزالته".

من جهته، يوضح الناشط أسامة أبو عدي من مدينة الرقة، لـ"العربي الجديد"، أنّه "كان من المقرّر إقامة حفلات فنية ساهرة بالمناسبة، وقد راحت المقاهي والمطاعم والمتنزّهات تستعدّ للاحتفال برأس السنة. كذلك زيّنت بلدية الرقة أكبر شجرة في حديقة الرشيد وسط المدينة، وخصّصت ساحة دوّار النعيم والحديقة البيضاء في حيّ الفردوس للاحتفال بليلة العيد. لكنّ الاحتفالات لم تحصل نتيجة حظر التجوّل الأمني الجزئي الممتدّ من الساعة الرابعة عصراً حتى الساعة السابعة صباحاً، خوفاً على سلامة المدنيين وتحسّباً لوقوع هجمات في ليلة رأس السنة".

ويشير أبو عدي إلى أنّ "العائلات المسيحية والأرمنية في الرقة هاجرت بمعظمها، شأنها في ذلك شأن عائلات أخرى في المدينة، بعد سيطرة تنظيم داعش. والعائلات المتبقية لا يتعدّى عددها العشرات. وقد خصّص مجلس الرقة المدني كنيسة الشهداء في عام 2022 للعائلات المسيحية، لكنّ الوضع الأمني لم يسمح في اليوم الأخير من العام بأيّ فعالية احتفالية خاصة برأس السنة الميلادية".

المساهمون