توسعت رقعة المدن والمحافظات التونسية المعنية بحظر التجول الليلي وإجراءات منع التجمع الصارمة، مع التمدد السريع لوباء كورونا في البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة، في بيان رسمي، اليوم الجمعة، عن قائمة المحافظات والمدن المصنفة ذات خطورة مرتفعة في إطار المتابعة الدوريّة لتفشي وباء كورونا، بعد أن قام المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدّة بتقييم شامل لكلّ المعتمديّات (المدن).
وأفضى التقييم الصحي، بحسب البيان، إلى حصر 6 محافظات كمناطق ذات خطورة انتشار مرتفعة، (تونس وأريانة ومنوبة وبن عروس والمنستير وسوسة) و26 مدينة وهي نابل وقربة وسليمان (محافظة نابل) وزغوان (محافظة زغوان) والجم (محافظة المهدية) وبنزرت الشمالية وبنزرت الجنوبية وراس الجبل (محافظة بنزرت) وباجة الشمالية وباجة الجنوبية (محافظة باجة) وجندوبة الشمالية وجندوبة المدينة (محافظة جندوبة) والكاف الغربية والكاف الشرقية والدهماني (محافظة الكاف) والقيروان الشمالية والقيروان الغربية (محافظة القيروان) وسيدي بوزيد الشمالية وسيدي بوزيد الغربية وسبالة أولاد عسكر (محافظة سيدي بوزيد) وقابس الجنوبية وغنوش (محافظة قابس) وجربة حومة السوق (محافظة مدنين) وتوزر المدينة (محافظة توزر) وقفصة الشمالية وقفصة الجنوبية (محافظة قفصة).
وقد تمّت إحالة هذه القائمة إلى السلطات الجهويّة المعنيّة قصد تطبيق الإجراءات الصحيّة والأمنيّة التي تمّ إقرارها في مجلس الوزراء المضيّق المنعقد يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول.
وأعلنت السلطات الجهوية هذا الأسبوع، وبالتنسيق مع لجان مجابهة الكوارثـ حظر التجول الليلي لمدة أسبوعين في 7 محافظات بالكامل؛ وهي محافظات سوسة والمنستير وتونس ومنوبة وأريانة وبن عروس ونابل، فيما قررت 12 محافظة أخرى حظر جولان جزئي وإقرار إجراءات صارمة في عدد من مدنها، بحسب مؤشرات تفاقم الانتشار بين السكان، فيما بقيت 5 محافظات فقط من جملة 24 محافظة تونسية لم تبلغ بعد درجة الانتشار فيها ما يستدعي إعلان حظر الجولان ومنع التجمع.
وأعلنت وزارة الصحة التونسية، في بلاغ، تسجيل 2357 إصابة بكورونا خلال اليومين الماضيين، فيما ارتفع إجمالي الإصابات بالفيروس إلى 26.899 وبلغ عدد الوفيات 409.
وتشير الأرقام المسجلة، خلال الـ48 ساعة الأخيرة، إلى أعلى حصيلة تعلنها تونس منذ بداية الجائحة، حيث تضاعف عدد الإصابات في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر/ تشرين الأول نحو عشر مرات مقارنة بالأسبوع الأول من سبتمبر/ أيلول الماضي، بمعدلات تجاوزت 1000 مصاب يومياً.
ووصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية، في تصريح صحافي، تمدد انتشار الوباء في تونس، بـ"الخطير جداً"، مجددة دعوتها للتقيد بالبروتوكولات الصحية للوقاية من فيروس كورونا والذي يعيش نسقاً تصاعدياً من خلال سرعة انتشاره في عدة محافظات.
وقالت بن علية "نحن في فترة الانتشار المجتمعي للفيروس"، مشيرة إلى أن "نسبة الإصابات في ارتفاع كبير بتسجيل حوالي 1200 إصابة يومياً".
ولعل أبرز مثال على هذا النسق السريع لانتشار الفيروس هو تسجيل حوالي 165 إصابة من جملة 100 ألف ساكن، و قد تكون هذه النسب متفاوتة في بعض المدن، حيث تجاوز عدد الإصابات المسجلة في 27 مدينة "أكثر من 200 إصابة من جملة 100 ألف ساكن" على حد قولها.
ولفتت بن علية إلى ارتفاع عدد الوفيات بزيادة 45 وفاة يومي 6 و7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري وبلوغ عدد المرضى المقيمين في المستشفيات عامة 554 والمقيمين في أقسام الإنعاش والعناية المركزة 129 وعدد المرضى تحت جهاز التنفس الاصطناعي 53 مصاباً، مؤكدة أن المؤشرات تؤكد خطورة الوضع الصحي العام.
وبيّن مستشار منظمة الصحة العالمية بتونس، الدكتور سهيل العلويني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ إعلان حظر التجول الليلي "إجراء سليم من شأنه تطويق الوباء وتقليص حلقات العدوى المحلية الليلية، إلى جانب إجراءات أخرى على غرار منع التجمهر والتجمع والتظاهرات والأسواق لمنع توسع حلقات العدوى قدر الإمكان".
وبيّن العلويني أنّ "حظر التجول والحجر الصحي الموجه بشكل جزئي حسب المؤشرات والمعطيات أثبت نجاعته في تطويق الوباء في مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس"، مشدداً على ضرورة التزام المواطنين بشروط الوقاية والتباعد والتعقيم ولبس الكمامات الواقية للحد قدر الإمكان من تواصل انتشار الوباء.
وسجلت تونس وعدة محافظات احتجاجات نفذها أصحاب المقاهي والمطاعم والعاملون بها، بسبب قرارات رفع الطاولات والكراسي ومنع الاستهلاك داخل المحلات، كإجراء وقائي اتخذته السلطات الجهوية في عدد من المحافظات، وذلك بسبب ركود تجارتهم والخسارة المسجلة، داعين لإيجاد حلول بديلة على غرار تقليص عدد الطاولات وفرض التباعد والحرص على التعقيم المستمر.