أعلنت وزارة الصحة العراقية إحصائية جديدة بوفيات وإصابات الحمى النزفية، التي تنتقل من المواشي إلى الإنسان وتشكل خطراً على حياته، وسط تحذيرات من انتشار سريع للمرض، ودعوات إلى توفير تخصيصات مالية لمكافحة المرض والسيطرة عليه.
وأخذ المرض بتسجيل إصابات ووفيات في المحافظات الوسطى والشمالية، بعد أن كان منحصراً فقط بالمحافظات الجنوبية، على الرغم من الإجراءات الصحية التي اتخذتها المحافظات.
ووفقاً للمتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، فإن "الوزارة سجلت 136 إصابة بالحمى النزفية"، مؤكداً في بيان أن "عدد حالات الوفاة بلغ 23 حالة"، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
من جهته، أكد الطبيب في المستشفى البيطري بمحافظة ذي قار (جنوب)، علي اللامي، أنه "اتُّخِذَت إجراءات وقائية مشددة بالمحافظة لمنع انتشار المرض"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "دائرتنا تقوم بحملات مكثفة من الرش والتغطيس للحيوانات بشكل مجاني".
وأضاف: "اتُّخِذَت قرارات صارمة تخص نقل الحيوانات والمواشي بين المحافظات، ونحن بصدد اتخاذ إجراءات وقائية أكثر وتوفير كل شيء لمواطني المحافظة"، داعياً الحكومة العراقية إلى "توفير تخصيصات مالية لشراء مادة الدلتامثرين الخاصة بالتعقيم لاستمرار الحملات".
من جهته، دعا عضو نقابة الأطباء العراقيين، مهند الغزي، إلى "ضبط الحدود العراقية مع الدول المجاورة، والحدود بين المحافظات لمنع انتقال المواشي غير الخاضعة للفحص، واللحوم التي لم تجزر بالمجازر الرسمية"، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن "الوقاية من المرض تحتم فرض عقوبات على المخالفين".
وأكد أنه "حتى الآن لا يزال عدد من ساحات بيع المواشي، داخل المناطق السكنية، على الرغم من أنها تعد بؤراً لنقل المرض"، محملاً وزارة الصحة والجهات الأمنية مسؤولية ذلك.
والحمى النزفية مرض فيروسي ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، وتنتقل العدوى بعد ذلك من إنسان إلى آخر. وتقدر منظمة الصحة العالمية معدلات الوفيات بين المصابين بهذا الفيروس بنحو 40%.
ومن أعراض المرض ارتفاع درجة الحرارة ونحول عام وآلام في العضلات وغثيان وتقيؤ وظهور البقع النزفية تحت الجلد وفي الفم والأنف، بعد خمسة أيام من المرض. ويراوح المعدل العام لحضانة المرض بين يوم واحد و14 يوماً. ومن أهم إجراءات الوقاية رش المنازل بالمبيدات الحشرية وتعقيمها، ومراقبة الحالات المشتبه فيها وإجراء الفحص في أسرع وقت ممكن.