استأنفت قوات الدفاع المدني في تونس فجر الأربعاء، عمليات إطفاء حريق جبل بوقرنين باستعمال الطائرات، بينما تواصل وسائل الدفاع البرية حماية التجمعات السكنية للضاحية الجنوبية للعاصمة تونس خوفاً من تسرب النيران إلى الأحياء الآهلة بالسكان.
واندلع حريق بجبل بوقرنين في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس يوم الثلاثاء، ونشبت النيران في مساحات واسعة من المنطقة الغابية التي تطل على أكبر ضواحي العاصمة تونس ومنها مدن الزهراء وحمام الأنف وبرج السدرية وبومهل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الدفاع المدني معز تريعة، إن قوات الدفاع بدأت في إخماد الحريق منذ بلوغ الإشعار عن اندلاع النيران في قمة الجبل، حيث تم استعمال الطائرات العمودية وجرى تسخير عربات الإطفاء لحماية المناطق السكنية ومنع اقتراب النيران منها.
وأكد تريعة في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن عمليات الإطفاء باستعمال الطائرات العمودية ستستأنف فجر الأربعاء، مشيرا إلى أن النيران تتمركز في قمة الجبل وهو ما يجعل الوصول إليها عبر شاحنات الإطفاء أمرا شبه مستحيل.
وبحسب تريعة فإن الأولوية هي حماية المناطق الآهلة بالسكان والسهر على سلامة القاطنين في الأحياء المتاخمة للجبل الملتهب، مشيرا إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل المنطقة للتدخل بحسب تطوّر الأحداث.
انفجارات جراء الحرائق في جبل بوقرنين
وحول مصدر دوي الانفجارات التي سمعها سكان المنطقة، رجّح تريعة أن يكون ذلك ناتجا عن انفجار عبوات أو ذخائر حربية تعود إلى الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن الحريق لم يخلف خسائر بشرية ولا مادية كحصيلة أولية.
كما رجّح المتحدث باسم الدفاع المدني، السيطرة على النيران الأربعاء، غير أنه أكد أيضا أن النجاح في هذه المهمة متوقف على العوامل الجوية وانخفاض قوة الرياح.
وأضاف أن الجهود تتواصل للسيطرة على الحريق والحدّ من انتشاره خاصة في ظل صعوبة الوصول لجيوب النار نظرا لطبيعة التضاريس، إضافة إلى وجود عامل الرياح التي ساهمت في سرعة انتشار الحريق.
وجبل بوقرنين الذي نشبت فيه النيران الثلاثاء هو جبل يقع في الشمال الشرقي التونسي قرب مدينة حمام الأنف، ويحوي محمية وطنية.
سمّي بجبل بوقرنين نظرا لوجود قمتين في أعلاه يبلغ ارتفاع واحدة منهما 576 مترا، والأخرى 493 مترا.
وفي يونيو/ حزيران 1998 شهد الجبل واحدا من أخطر الحرائق التي عرفتها البلاد، إذ استغرق إخماد النيران العديد من الأيام، بينما أكد تريعة أن الحريق الجديد يصنف الثاني من نوعه من حيث الخطورة وتوسع رقعة النيران.
الجزائر ترسل طائرات إطفاء وترسانة شاحنات للمساعدة في إخماد الحرائق بتونس
من جانبها، أرسلت الجزائر طائرات إطفاء وترسانة تعزيزات من الدفاع المدني إلى تونس، للمساعدة في إخماد حرائق بوقرنين وبرج السدرية قرب العاصمة التونسية.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية أنه "بطلب من دولة تونس، أمر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على الفور بإرسال طائرتين مروحيتين من الحجم الكبير تابعتين للقوات الجوية الجزائرية".
كما أمر الرئيس بإرسال 20 شاحنة من الحجم الكبير تابعة للحماية المدنية الجزائرية.