حرمان الشبّان في إدلب السورية من حديقة الضبيط... المتنفس الأخير

26 ابريل 2023
تشكل المقاهي متنفساً من ضغوط الحياة في سورية (Getty)
+ الخط -

يفتقد الشباب في مدينة إدلب شمال غرب سورية إلى المقاهي التقليدية المفتوحة على الحدائق العامة والمتنزهات، التي تتميز بالبساطة وتشكل متنفساً من ضغوط الحياة، ويزيد من ذلك إغلاق الموجودة تحت عدة حجج وذرائع، كما وقع لحديقة الضبيط.

المواطن السوري علي السعيد قال لـ"العربي الجديد" إنه اعتاد منذ خمسة أعوام ارتياد حديقة الضبيط في إدلب، والتي تعرف باسم "الحديقة المثلثة"، لكن ومنذ حوالي 3 أشهر حرم وأصدقاؤه منها ومن المقهى الصغير الملاصق لها بعد استيلاء "حكومة الإنقاذ" عليها وتحويلها إلى مشروع استثماري، لافتا إلى أن "الحديقة عامة، وهي في الأساس ملك للدولة، غير أنها كانت توفر لنا فسحة من الهدوء والراحة والابتعاد عن الازدحام والمحلات المغلقة".

وأضاف: "تنقسم الحديقة إلى قسمين، الجنوبي منها مخصص للعائلات والشمالي للشباب، وتضم كراسي وطاولات وكشكا لتقديم المشروبات". وتابع "الآن صارت في خبر كان، خلال شهر رمضان افتتحت "حكومة الإنقاذ" فرناً للمعجنات مكانها، وجاء هذا القرار بحجة زياد المساحة الخضراء في إدلب، وهو ما يخالف الواقع، إذ تمت إزالة أكثر من نصف الأشجار وحولوها لبناء، إضافة إلى فرن وبناء قيد الإنشاء".

الحديقة تعرضت للتشويه وفقاً للسعيد: "كنا نتعرف على عدة أشخاص في هذا الفضاء، نتبادل النقاش في مواضيع كثيرة ونرفه عن أنفسنا، لم يعد هناك مكان مخصص لنا، إننا نفتقد المقاهي العامة البسيطة التي توفر لنا الراحة".

وتضم إدلب عدداً من الحدائق العامة، أكبرها حديقة المشتل، إضافة إلى حدائق السراملة وألمازا، وتشكل متنفساً للسكان في المدينة المكتظة، لكن حكومة الإنقاذ المنبثقة عن "هيئة تحرير الشام" عملت على استثمار هذه الحدائق بشتى الطرق، وذلك إما بمشاريع لها أو بالاستيلاء عليها. 

ولحديقة الضبيط خصوصية نظرا للمقهى الذي كان فيها الذي كان مقصدا للشبّان، كما يوضح سامر عبد الواحد لـ"العربي الجديد": "في مدينة إدلب ليست هناك مقاه عامة تضم طاولات ويمكن لعب الورق فيها أو طاولة الزهر، وكلّ المقاهي المعروفة هي عبارة عن أماكن ضيقة بها طاولتان أو ثلاث للجلوس وشرب القهوة، أو عبارة عن خيام بجانب الطرق بها آلة لصنع القهوة نأخذها لنشربها على الرصيف أو في السيارة. وحديقة الضبيط كانت نوعا ما الأقرب للمقهى الشعبي العام، وبها هامش من الخصوصية والحرية".

ويضيف: "نحن بحاجة إلى هامش من الحرية بعد إنهاء أعمالنا، سواء للعب الورق أو طاولة الزهر وشرب قهوة أو شاي والاستماع للأغاني، لكن هذا المتنفس في الوقت الحالي غير موجود، بعد حرماننا من حديقة الضبيط".

بدوره، يرى مصطفى العبدو أن وجود مقاه بطابعها الشعبي مهم، وقال لـ"العربي الجديد": "هناك بعض الأماكن لكنها تفتقد لطابع وثقافة المقهى، ومن الصعب الجلوس فيها، فهي ضيقة ولا توفر هامش الخصوصية المطلوب، لكن في ظل هذا التضييق أعتقد أننا كشبان سنكون محرومين من المقاهي الشعبية بشكلها المعروف".

يذكر أن حكومة الإنقاذ تنتهج منذ سنوات سياسة الاستيلاء على الممتلكات العامة وتحويلها لاستثمارات تدر عليها أرباحا. ففي السنة الماضية قامت بتأجير مدارس عامة لمنظمات للاستفادة من إيجارها على حساب تدهور الواقع التعليمي.

المساهمون