استمع إلى الملخص
- الطلاب والأساتذة يحظون بدعم من حركة المقاطعة "بي دي إس" المغرب والحملة المغربية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل، مستمرين في نضالهم رغم رفض إدارات الجامعات.
- المعارضة للتطبيع الأكاديمي بدأت منذ فبراير 2021، مع تأكيد المجتمع الأكاديمي على أهمية الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ورفض التطبيع، رغم استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل في ديسمبر 2020.
يضغط الحراك الطلابي المساند لفلسطين في المغرب، من أجل إسقاط التطبيع الأكاديمي وفضّ الشراكات والاتفاقيات الموقّعة بين عدد من الجامعات المغربية ونظيرتها الإسرائيلية.
وفي حين يلقي العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة بظلاله على الجامعات المغربية، توالت في الآونة الأخيرة، مبادرات يقودها طلاب وأساتذة تطالب بفض علاقات جامعاتهم مع جامعات الاحتلال، كان آخرها توجيه ما يقارب 1300 طالبة وطالبا وخريجة وخريجا من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (توصف بأنها من جامعات النخبة في المغرب) رسالة إلى الإدارة تطالب بقطع العلاقات بين جامعتهم وشركائها الإسرائيليين.
وقال الطلاب في بيان لهم أمس: إن المبادرة " تنبع من حرصنا على أن تقف جامعتنا في الجانب الصحيح من التاريخ وتستند إلى أننا كطالبات وطلبة وخريجات وخريجين ممثلون للجامعة بالضرورة كما أن الجامعة تمثلنا بدورها بالضرورة. ولهذا فإنه من غير الممكن أن نصمت أمام الوضع غير الطبيعي الذي نعيشه حرصا منا على موقف جامعتنا الأخلاقي والإنساني".
وتتعاون جامعة محمد السادس مع ثماني جامعات ومؤسسات تعليمية إسرائيلية، من بينها جامعة بار إيلان، وجامعة بنغوريون، وجامعة تل أبيب، والجامعة العبرية في القدس، ومعهد تخنيون، وهي مؤسسات متورطة في برامج عسكرية وتكوين قوات الاحتلال الإسرائيلي.
حراك طلابي في المغرب لوقف التطبيع الأكاديمي
وبالرغم من رفض إدارة الجامعة مطلب إيقاف التطبيع الأكاديمي مع الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، إلا أن الطلاب أكدوا، في بيان لهم، عزمهم على الاستمرار في نضالهم وحثوا أساتذة وطلاب الجامعات المغربية الأخرى على الانضمام لهذا الحراك.
وخلفت مبادرة الطلاب صدى لدى حركة المقاطعة "بي دي إس" المغرب و"الحملة المغربية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لإسرائيل"، اللتين دانتا، في بيان لهما، أي تعاون يجمع العالم الأكاديمي المغربي ودولة الاحتلال، وكل الاتفاقيات المشتركة وأشكالها من برامج التبادل الطلابية والأكاديمية، وأي مشاركات في مسابقات ومحافل تطبيعية، معتبرة الإصرار على الحفاظ عليها "تطبيعا مع جيش الاحتلال وقتل العلم في فلسطين".
وبالتزامن مع مبادرة طلبة جامعة محمد السادس، دعت الحركتان الطلاب المغاربة إلى حضور أيام العمل الطلابية التي ستنظم يوم غد الخميس وبعد غد الجمعة، وذلك عن بعد عبر منصة "زوم".
وتهدف "أيام العمل الطلابية"، بحسب منظميها، إلى إلهام الحراك الطلابي المناهض لكافة أشكال التطبيع الأكاديمي في المنطقة العربية، بوضعه في سياقه التاريخي والمرحلي، وخلق مساحة تقاسم للتجارب والتبادل الفاعل بين الأجسام الطلابية المنخرطة في الحراك الطلابي العالمي.
وكان المئات من الأساتذة والإداريين بجامعة عيد المالك السعدي بتطوان (شمالي المغرب)، قد وجّهوا في 31 مايو/ أيار الماضي، عريضة مماثلة إلى مسؤولي الجامعة لمطالبتهم بالتراجع عن اتفاقية تجمعها مع جامعة إسرائيلية، كما نظم الطلاب احتجاجات ترفع المطلب نفسه، سواء في جامعة تطوان، أو جامعات أخرى في مدن مختلفة.
ومنذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، بدا التأييد الطلابي لقطاع غزة واضحاً في المغرب، وظهر ذلك من خلال فعاليات في جامعات عدّة تحت عناوين رئيسة داعمة للفلسطينيين ومساندة للمقاومة ورافضة للتطبيع. ومع توالي المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، شهدت الجامعات، في كلّ من الدار البيضاء ومراكش وأغادير وطنجة وتطوان ووجدة وفاس ومكناس والناظور وآسفي والجديدة وبني ملال والمحمدية والقنيطرة والرباط والرشيدية وغيرها، حراكا طالبيا واسعا، إذ احتشد آلاف الطلاب في وقفات ومسيرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتظاهر آخرون في خارج أسوار الجامعات رافعين الأعلام الفلسطينية وصور الضحايا.
وبحسب رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع" (غير حكومي) أحمد ويحمان، فإن نضال طالبات وطلبة وخرّيجات وخرّيجي جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية لمطالبة مؤسساتهم بإنهاء علاقاتها مع جامعات الاحتلال، هي صرخة أخرى من جامعة النخبة تنضاف لانتفاض الطلاب وأساتذة الجامعة والأطر والموظفين العاملين بها.
وقال في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الأربعاء: "تابعنا جميعا، قبل أيام، عريضة لما يزيد عن 600 أستاذ وكادر في جامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان يحتجون على رئاسة الجامعة لتوقيع اتفاقية مع جامعة صهيونية ضدا على القانون، وفي غياب مجلس الجامعة الذي عليه أن يصدّق على مثل هذه الاتفاقيات. وهو وضع يتكرر في البلديات، حيث يتم تهريب التوأمات مع بلديات كيان الاحتلال، وفي مختلف القطاعات. الأمر كله يمكن تلخيصه في الحقيقة التالية: التطبيع مفروض وساقط بالنسبة للشعب. وتابع: "يبقى السؤال "متى يستيقظ الجانب الرسمي ويعي كم هو مفصول عن شعبه، فيقدم على إصدار بيان مسؤول يعلن فيه عودته لشعبه بإعلان إنهاء كل الاتفاقيات مع كيان القتل والإجرام وإهانة مقدسات المغاربة والعرب وحوالي مليارين من المسلمين".
وتعود مبادرات التطبيع التعليمي بين إسرائيل والمغرب إلى فبراير/شباط 2021، إذ اتفق وزيرا التعليم المغربي والإسرائيلي، على إطلاق برنامج لتبادل الوفود الطلابية بين البلدين، وإجراء مسابقات تعليمية باللغتين العربية والعبرية في البلدين، وهو ما لاقى في حينه معارضة شديدة من الجمعيات والمنظمات المغربية المناهضة للتطبيع. كذلك وقّع وزير التعليم العالي المغربي ونظيرته الإسرائيلية في مايو/ أيار 2022، اتفاقية التعاون الأولى بين جامعات ومراكز أبحاث الدولتين.
وكانت إسرائيل والمغرب قد أعلنا في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقّفها عام 2000 إثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.