حرارة أوروبا ترتفع أكثر من ضعفي المعدل العالمي

02 نوفمبر 2022
موجات الحرّ القصوى التي ضربت أوروبا تسبّبت في جفاف غير مسبوق (جويل ساجيه/فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، أنّ درجات الحرارة في أوروبا ارتفعت بأكثر من ضعفَي المعدّل العالمي في العقود الثلاثة الماضية، وهي وتيرة تُعَدّ الأسرع على مستوى قارات العالم.

وأفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وخدمة كوبرنيكوس لتغيّر المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي في تقرير مشترك بأنّ منطقة أوروبا شهدت بالمعدّل ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار 0.5 درجة مئوية كلّ عقد منذ عام 1991. ونتيجة لذلك، فقدت جبال الألب 30 متراً في كثافة الجليد بين عامَي 1997 و2021، في حين أنّ الغطاء الجليدي في غرينلاند يذوب بسرعة ويساهم في تسريع ارتفاع مستوى سطح البحر.

وحذّر التقرير من أنّه بغضّ النظر عن المستويات المستقبلية للاحترار العالمي، من المرجّح أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع في أنحاء أوروبا بمعدّل يتجاوز متوسّط التغيّرات في درجات الحرارة العالمية. وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بيتيري تالاس في بيان: "تقدّم أوروبا صورة حيّة لعالم يزداد احتراراً وتذكّرنا بأنّه حتى المجتمعات المستعدّة جيداً ليست في مأمن من آثار الظواهر الجوية المتطرفة".

وتقسم المنظمة العالم إلى ستّ مناطق، وتشمل المنطقة الأوروبية 50 دولة ونصف القطب الشمالي سريع الاحترار، وهو ليس قارة في حدّ ذاته. أمّا في القطب الجنوبي، وهو قارة لكنّه يقع في خارج المناطق الستّ التي حدّدتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فيشهد الجزء الغربي فقط من شبه الجزيرة احتراراً سريعاً.

وقد تناول التقرير الجديد، الصادر قبيل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 27) الذي ينطلق في مدينة شرم الشيخ المصرية يوم الأحد المقبل في السادس من نوفمير/ تشرين الثاني الجاري، الوضع في أوروبا حتى عام 2021. وخلص إلى أنّه في العام الماضي، أدّت حوادث الطقس والمناخ شديدة التأثير (الفيضانات والعواصف أساساً) إلى مئات الوفيات وأثّرت بشكل مباشر على أكثر من نصف مليون شخص وتسبّبت في أضرار اقتصادية في أنحاء أوروبا تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار أميركي.

لكنّ التقرير سلّط الضوء كذلك على بعض الإيجابيات، من بينها نجاح دول أوروبية عديدة في تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. فقد انخفضت تلك الانبعاثات في أنحاء الاتحاد الأوروبي بمعدّل الثلث تقريباً بين عامَي 1990 و2020، علماً أنّ الكتلة تهدف إلى تخفيضها بنسبة 55 في المائة بحلول عام 2030. وبحسب ما لفت التقرير، فإنّ أوروبا هي واحدة من أكثر المناطق تقدّماً في ما يتعلق بالتعاون عبر الحدود من أجل التكيّف مع تغيّر المناخ.

(فرانس برس)

المساهمون