حالات اختناق وعجز طبي جراء نقص الأدوية في مخيم الركبان

02 يونيو 2022
يحاصر النظام السوري مخيم الركبان ويمنع إدخال المواد الغذائية والأدوية (العربي الجديد)
+ الخط -

سجل مخيم "الركبان"، الواقع ضمن منطقة الـ"55" كم شرق محافظة حمص السورية، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسورية، عشرات حالات الاختناق لمُسنين وأطفال ونساء ضمن المخيم والمنطقة، بسبب العاصفة الغبارية التي اجتاحت المخيم الخميس، في ظل حصار خانق تفرضه قوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران، ومنع إدخال المواد الغذائية والطحين والأدوية إلى المنطقة.

وقال أسامة محمود العامر، وهو ممرض يعمل في نقطة "شام" الطبية الواقعة ضمن "الركبان"، لـ"العربي الجديد"، إن "نقطة شام الطبية استقبلت منذ الساعة الثامنة صباح اليوم الخميس وحتى الآن نحو 50 حالة اختناق، بينهم أطفال ونساء ومُسنون، البعض منهم يعانون من أمراض الربو، ومنهم من تعرض لنقص أكسجة، وحالات سعال شديدة"، مؤكداً أن "هناك أيضاً نقطة تدمر الطبية، وعيادات منزلية أخرى استقبلت حالات اختناق جديدة بسبب كثافة العاصفة الغبارية التي اجتاحت المنطقة بشكلٍ كامل".
وأوضح أن "نقطة شام الطبية تتلقى دعمها من جيش مغاوير الثورة، وهو شريك قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف العسكرية، ويعمل في النقطة الطبية 12 ممرضاً وممرضة، دون وجود أطباء واختصاصات، ولا يوجد في النقطة الطبية سوى جهازين للرذاذ، وجهاز واحد للأوكسجين، حتى إن المادة الدوائية الرئيسية لأجهزة الرذاذ يوجد نقص كبير فيها ضمن المخيم"، واصفاً الوضع في "مخيم الركبان بالسيّئ جداً".

وأشار العامر إلى أن "مخيم الركبان تعرض لحصار خانق قبل 25 يوماً من قبل قوات النظام وروسيا وإيران، ما أدى إلى شح كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية مثل المسكنات، وخوافض الحرارة، ومضادات الالتهاب، والأدوية القلبية، وأدوية الأمراض المزمنة بشكلٍ عام".

وأضاف أن "إغلاق نقطة عون الطبية التي كانت على الحدود الأردنية قبل سنتين ونصف أثر كثيراً بالوضع الطبي في المخيم"، لافتاً إلى أن "العمليات الإسعافية والعيادة الشهرية تعمل جيداً ضمن قاعدة التنف العسكرية التي تُسيطر عليها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية"، موضحاً أن "نقطة شام الطبية لا تستطيع أن تقدم سوى إسعافات أولية فقط".

وتابع: "منذ حوالى سنة، النقطة الطبية في قاعدة التنف عبر جيش المغاوير، بدأت كل شهر بإجراء عمليات لـ 50 حالة لا على التعيين من قاطني المخيم، منها عمليات قيصرية، وعمليات زائدة، وعمليات المرارة، بالإضافة إلى وجود عيادة متنقلة في المخيم ومنطقة الـ 55 كم متخصصة للحالات الإسعافية، وذلك كل يوم خميس".

وطالب العامر "بدعم النقاط الطبية بكامل المستلزمات الطبية، وأبرزها الأدوية وأجهزة الأوكسجين"، موضحاً أن "بعض الأدوية كانت سابقاً تدخل المخيم عبر طرق التهريب من مناطق النظام، والآن هذه الأدوية لم تعد تدخل المنطقة بسبب الحصار الخانق المفروض على المخيم".

من جهته، قال عبد الرزاق خضر، وهو مدير المكتب الإعلامي لفصيل "جيش مغاوير الثورة"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "مخيم الركبان يمر بأوقات عصيبة بسبب الحصار المفروض من قبل قوات النظام والمليشيات الايرانية والروس"، مُشيراً إلى أن "قوات النظام وروسيا ومن يساندها تمنع دخول أي شيء إلى المخيم".

وأكد أن "الخضروات والطحين والمواد الغذائية لم تدخل إلى المخيم منذ أكثر من أسبوعين، بالتزامن مع بدء نفاد المواد الغذائية من المحال التجارية"، لافتاً إلى أن "ملامح التعب والمرض باتت تظهر على وجوه الأطفال، وخصوصاً لعدم توافر ما يقيهم من المواد الغذائية والضرورية لنمو أجسامهم، فبات همهم الوحيد لقمة الأكل، لا الألعاب والمدارس".

وكان العديد من العوائل القاطنة في مخيم الركبان قد غادرت المخيم على فترات متقطعة في الآونة الأخيرة إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وعوائل أخرى إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) عبر طرق التهريب، بسبب الحصار الخانق المفروض من قبل قوات النظام وروسيا على المخيم، دون وجود أي ضمانات أمنية لهذه العوائل بعدم تعرضها للاعتقال من قبل أجهزة النظام الأمنية.

المساهمون