حادثة الاعتداء على السائح الكويتي في تركيا تتفاعل

18 سبتمبر 2023
ألقت الشرطة التركية القبض على الجاني وتمت إحالته إلى المحكمة (أرشيف/Getty)
+ الخط -

ما زالت قضية ضرب السائح الكويتي بولاية طرابزون التركية الواقعة على البحر الأسود، يوم السبت، تتفاعل بعد الاعتراض الذي أبداه وزير الخارجية الكويتي، مساء أمس واتصاله بالسائح المعتدى عليه.

وبحسب مصادر كويتية تركية متطابقة، أجرى وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح اتصالاً هاتفياً مع المواطن الكويتي الذي تم التعرض له في مدينة طرابزون التركية.

وقالت الخارجية الكويتية إن وزيرها اتصل بالمواطن للاطمئنان عليه والوقوف على حالته الصحية والرعاية الطبية التي يتلقاها في المستشفى، مؤكداً أن السفارة الكويتية لدى الجمهورية التركية مستمرة في متابعة تلك الإجراءات.

ونقلت المصادر عن الوزير الجابر الصباح أن مثل هذه الأفعال العدائية التي يتعرض لها السائحون والمصطافون المسالمون مستنكرة ومرفوضة، وأن "دولة الكويت ترفض رفضاً تاماً المساس بمواطنيها أو التعرض لهم بهذا الشكل".

 وكانت مقاطع مصورة نشرتها وسائل تواصل تركية قد كشفت، أول من أمس، تعرض سائح كويتي للضرب حتى أغميَ عليه وسقط أرضاً بإحدى الساحات بولاية طرابزون، ما أثار ردود فعل ومطالبة بمحاسبة الجاني، لما لذلك من آثار على سمعة تركيا وقدوم السياح العرب إليها.

من جهتها، أعربت السفيرة التركية لدى الكويت طوبى نور سونماز، أمس الأحد، عن تمنياتها بالشفاء العاجل للسائح الكويتي الذي تعرض لاعتداء في مدينة طرابزون، شمالي تركيا.

وعبر حسابها على منصة "إكس" قالت السفيرة: "نتمنى لأخينا المواطن الكويتي الذي تعرض للاعتداء في طرابزون الشفاء العاجل"، مبينة أنها تواصلت مع السائح الكويتي وأنه خرج من المشفى أمس و"أن المعتدي أحيل إلى المحكمة".

بدورها، أصدرت ولاية طرابزون، أمس، بياناً أكدت خلاله حبس التركي المعتدي "على ذمة التحقيق"، مشيرة إلى أن هذا الحادث الفردي المؤسف لا يحظى بتأييد سكان طرابزون بأي شكل من الأشكال، ولا يليق بحسن الضيافة في طرابزون وتركيا.

وتشهد تركيا تنامياً لحالات العنصرية والكراهية ضد العرب، كما يقول مراقبون بتركيا، فبعد نشر مقاطع مصورة للاعتداء على سياح خليجيين في مطعم بمدينة إسطنبول، يكشف الشجار والإساءة اللفظية بسبب خلاف على قيمة "الفاتورة" بعد احتجاج السياح العرب على ارتفاع المبلغ. تلاه فيديو لسيدة خليجية وهي تصرخ في أحد المحال التركية وتقول "أغلقوا السياحة وتحدثوا إلى الرئيس أردوغان وليس لنا"، مضيفة باللغة العربية وبصوت عال: "لا تستقبلوا السياح ما دام غير مرغوب فيهم".

وهذا ما أثار ردود فعل أكثر من غيره، إلى الحد الذي دفع فنانين ومنصات وصنّاع محتوى لإطلاق دعوات إلى مقاطعة السياحة التركية، والتوجه إلى مصر والمغرب والإمارات وقطر وغيرها من البلدان العربية التي تزخر بالمواقع الأثرية وجمال الطبيعة وبشعب يرحب بإخوته ولا يسيء إليهم.

مقتل سوري على يد مواطن تركي

بالسياق ذاته، شهدت تركيا، أمس الأحد، جريمة قتل راح ضحيتها الشاب السوري عمار إبراهيم طبوش (22 عاما)، والجاني هو التركي شوكرو غولير بعد مطالبة القتيل السوري بمستحقاته المالية البالغة ألف ليرة تركية (الدولار = 27 ليرة).

ونقلت مصادر، اليوم الاثنين، أن الشاب السوري طبوش ذهب إلى مكان عمله لدى غولير في منطقة سلجوق بولاية قونيا، مطالبًا بمبلغ 1000 ليرة تركية. لينشب خلاف تحول إلى مشاجرة دفعت شوكرو غولير لإطلاق عدة أعيرة نارية على طبوش، نقل إثرها للمشفى ليفارق بعدها الحياة.

ويرى رئيس تجمع المحامين الأحرار بتركيا غزوان قرنفل أن تنامي الكراهية والعداء ليس في صالح تركيا، مشيرا إلى ما صرح به نائب رئيس حزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي حيث بلغت خسائر تركيا 5 مليارات دولار هذا الصيف، ما يعني أن نتائج وآثار التحريض والعنصرية بدأت تنعكس اقتصادياً وحتى اجتماعيا على الأتراك.

وينبه قرنفل خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، إلى أن العنصرية بتركيا تتمدد وصار لها مخالب وأنياب، ما يوجب على السلطات التصدي للظاهرة التي تكبر ككرة ثلج بعدما توسعت الاعتداءات لتطاول أتراكا من المحافظين وسياحا عربا، قائلا: "رأينا إساءات لمحجبات تركيات مرتين خلال أسبوع".

ويوصي قرنفل بقيام السلطات بواجباتها القانونية بمواجهة هذا العدوانية والعنصرية بحزم وشدة، وهي لا تعدم الوسائل والنصوص كما يروّج، بل توجد نصوص واضحة، لأن من أول وأهم واجبات السلطة هو توفير السلامة والأمن للسياح والمقيمين.

المساهمون