جوي حدّاد.. فتى لبناني مستشاراً لوزير الثقافة لشؤون اللغة العربية

07 يوليو 2022
جوي حدّاد مع الوزير محمد المرتضى ووالده (العربي الجديد)
+ الخط -

في شهر فبراير/ شباط الماضي، تمكّن جُوِي حدّاد، فتى لبناني في الرابعة عشرة من عمره، من إحراز المرتبة الأولى في مباراة لإلقاء الشعر العربي شاركت فيها نحو 30 مدرسة رسمية وخاصة من كلّ أنحاء لبنان، وذلك بعد إلقائه قصيدة "أسكنتها زرقة عينَيّ" للشاعر اللبناني الراحل سعيد عقل.

أمّا في يونيو/ حزيران الماضي، فقد لفت انتباه وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد المرتضى، خلال احتفال تكريمي مرتبط بالمباراة المذكورة، لذا عيّنه قبل ثلاثة أيام مستشاراً معاوناً له لشؤون تحسين علاقة جيل الشباب باللغة العربية وبناء جسر تواصل وتعارف وبثّ الوعي الاجتماعي حول أهميّتها.

ابن الأربعة عشر عاماً، والأوّل في دورة الشهادة المتوسطة في مدرسة "القلبَين الأقدسَين" في عين نجم (جبل لبنان)، يطمح إلى التخصّص لاحقاً في الطب أو الهندسة، مع الاحتفاظ بعشقه للفنّ والأدب كهواية ترافقه مدى الحياة. واليوم، سوف يكون من ضمن نطاق مهامه توطيد اللغة العربية والاهتمام بالنشاطات الثقافية التي تنظّمها المدارس ومتابعتها، بالإضافة إلى شؤون أخرى يكلّفه بها الوزير.

يقول جوي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الوزير أُعجب بإلقائي باللغة العربية، فدعاني إلى مكتبه في بيروت حيث تشاورنا ولمس قدراتي وشغفي باللغة العربية. وهكذا قرّر تعييني مستشاراً له في هذا الشأن".

ويلفت إلى أنّ "مهامي صعبة، فالتحديات كبيرة وسط الأوضاع المأساوية بسبب الأزمات المتراكمة ونقص دعم الدولة من جهة، ومن جهة أخرى على مستوى تقبّل جيل الشباب أو جيل المستقبل للغة العربية. وهنا يكمن دوري لأكون صلة وصل بين الشباب ووزارة الثقافة، ولإقناعهم بحبّ اللغة العربية وعدم التخلّي عنها، فهي لغة وطنهم الأم، وهي ركن من أركان الهوية. ومن دون هذه الهوية لا وجود لهم".

 بالنسبة إلى جوي، فإنّه "بسبب العولمة، ظنّ بعض الناس أنّ لا وجود للغة العربية، في حين أنّها لغة مهمة جداً، وهي حيّة ومحكيّة في كلّ الدول العربية. لذلك، صار من الضروري أن يتثقّف جيل الشباب من خلال اللغة العربية، الأمر الذي يساهم في انفتاحه على حضارات أخرى، لأن تعلّم لغة الوطن لا يعني الانغلاق، إنّما هو سبيل لتأمين فرص للانفتاح على الخارج".

وإذ يشير إلى أنّه لا يتقاضى أيّ راتب، يشرح جوي: "أعمل على وضع خطط بالتعاون مع وزارة الثقافة، لتحفيز جيل الشباب على التعلّق باللغة العربية. وثمّة مسؤوليات تقع على عاتقي لجهة التخطيط والتنفيذ، علماً أنّ مستشاري الوزارة جميعهم لا يتقاضون رواتب".

ويشدّد جوي على أنّ اللغة العربية لديه لا تقلّ شأناً مقارنة باللغات الأخرى، موضحاً "أنا أتقن لغات عدّة، وهذا برهان أساسي لمحاولة جذب الجيل الجديد كي يتكلم اللغة العربية ويتعلّق بها. أمّا أولويّتنا اليوم فتكمن في استعادة جيل الشباب هويّته والعودة إلى وطنه. فلبنان بلد جميل وبلد ثقافة وحضارة وجسر تواصل ومركز تفاعل، وبالتالي يستحقّ أن نهتمّ به ونطوّره، ونحافظ على موقعه وأهميّته، عوضاً عن فقدان الشباب الشعور بأيّ قيمة لوطنهم".

وكان المرتضى قد أشاد بـ"عمق الوعي وسعة المعرفة والاطّلاع عند حدّاد"، وغرّد على حسابه على "تويتر": "إذا بَلَغَ الفِطامُ لنا صبيُّ تَخِرُّ له الجبابرَ ساجدينا"، ووصفه بأنّه "معجزة في اللغة العربية"، مضيفاً أنّ "شخصيّته تتّسم بالرزانة وقوّة الحضور والرصانة، أمّا وعيه فكأنّه لكهلٍ حكيم، أمّا طموحاته فالنهوض بأبناء وطنه؛ اليوم تشرّفت بتعيينه مستشاراً معاوناً لشؤون الشباب".

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا التعيين الذي يُعدّ سابقة في تاريخ لبنان قد يحتمل تأويلَين؛ إمّا الحرص فعلاً على الثقافة والهوية واللغة الأمّ، وإمّا أنّه مجرّد خطوة إضافية في مسلسل استعراض متكرّر.

المساهمون