أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، خلال مؤتمر صحافي في مقر الحكومة، مساء الاثنين، أن قرابة نصف مليون بريطاني تلقوا الجرعة الأولى من لقاح فايزر/ بيونتيك المضاد لـ"كوفيد-19"، معبراً عن تفاؤله بأن لدى بلاده كل الأسباب لتعود الحياة فيها إلى طبيعتها خلال العام القادم، وأن الحكومة ستتصرف بشأن المعلومات المتوافرة عن البؤر التي تتركز فيها الإصابات بسلالة كورونا الجديدة.
وانضمت إسبانيا والهند وهونغ كونغ وكندا وسويسرا وألمانيا وروسيا إلى دول كثيرة علّقت رحلاتها مع بريطانيا بسبب المخاوف من انتشار السلالة الجديدة من الفيروس، فيما أغلقت فرنسا حدودها مع بريطانيا لمدة 48 ساعة، مع منع الشاحنات والعبّارات من عبور بحر المانش.
وقال جونسون إنه أجرى محادثة هاتفية "ممتازة" مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي كان حريصاً على تسوية الوضع "في غضون ساعات قليلة"، مشيراً إلى أن كلا الجانبين يريد حل "هذه المشاكل في أسرع وقت ممكن". وأضاف أنه يتفهم المخاوف من القلق المتصاعد بسبب كورونا والسلالة الجديدة منه، لكن خطر نقل سائق شاحنة للعدوى "منخفض للغاية".
WATCH LIVE: An update on coronavirus (21 December 2020) https://t.co/6iiZk9DdiI
— Boris Johnson (@BorisJohnson) December 21, 2020
وقال وزير النقل البريطاني، جرانت شابس، خلال المؤتمر، إن ليلة أمس شهدت تزاحم نحو 500 شاحنة على الطريق السريع إلى ميناء دوفر، وقد انخفض العدد الآن إلى نحو 170 شاحنة مع عدد قليل آخر في منطقة خصصتها الحكومة للانتظار.
وحذر المستشار العلمي للحكومة البريطانية، باتريك فالاس، من الزيادة "الحتمية" لأعداد الإصابات بالفيروس خلال الأسابيع القليلة القادمة بسبب زيارات العائلات في عيد الميلاد، وأكد أن السلالة الجديدة أكثر قدرة على الانتقال، ما يجعل إجراءات الغلق ضرورية. "سنحتاج إلى تمديد إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي، لا إلى تخفيفها".
وأكد فالاس خلال المؤتمر أن النتائج المبدئية لتحليل السلالة الجديدة أكدت أنها "تؤدي إلى انتقال أسرع للفيروس من شخص إلى آخر، ولم يجرِ التحقق من أنها تسبب أعراضاً مرضية أخطر، أو قد تعطل فعالية اللقاح".
وأعطت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) الضوء الأخضر لبدء تداول لقاح فايزر/ بيونتك داخل الاتحاد الأوروبي، وأصدرت الهيئة التنظيمية، ومقرها أمستردام، القرار قبل موعده بثمانية أيام تحت ضغط من دول الاتحاد، بعد أن وافقت المملكة المتحدة والولايات المتحدة على بدء تلقيح مواطنيها به.
واعترفت مديرة الوكالة، إيمير كوك، بأن التوصية بلقاح فايزر للاستخدام في الاتحاد الأوروبي "خطوة في الاتجاه الصحيح توفر ثقة كافية للمواطنين للحصول على اللقاح". ووصفت الوكالة الموافقة على اللقاح في غضون 11 أسبوعاً بدلاً من عام، باعتبارها "إنجاز تاريخي" بعد أن شارك نحو 43 ألف شخص في واحدة من أكبر التجارب التي أجريت على الإطلاق؛ وخلصت إلى أن فوائد اللقاح تفوق أضراره.
في ما يتعلق بالفعالية ضد سلالات الفيروس المتحولة، يقول علماء EMA إنّ من المحتمل جداً أن يحتفظ اللقاح بالحماية ضد المتغير الجديد المكتشف في إنكلترا أخيراً، ويمهد القرار الطريق أمام دول الاتحاد الأوروبي لبدء تنفيذ برامج التطعيم الشاملة في غضون أيام.
ودفعت السلالة الجديدة من كورونا الحكومة البريطانية إلى إعادة فرض قيود على 16 مليون نسمة في لندن وجنوب شرق إنكلترا بسرعة، الأحد. وقال وزير الصحة مات هانكوك، لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، إن الفيروس "خارج عن السيطرة" في المملكة المتحدة، حيث سبّب زيادةً في الإصابات ودخول المستشفيات.
Why did you announce the Christmas relaxation a month before it was going to happen?@MattHancock says the government made a commitment “not knowing” that there was going to be “a new variant of the virus that spreads so much faster”. #Ridge: https://t.co/vA12DntV0P pic.twitter.com/ZZF7XihSGz
— Sky News (@SkyNews) December 20, 2020
وأضاف: "سيكون من الصعب للغاية إبقاؤها تحت السيطرة حتى يُعمَّم لقاح"، ملمحاً إلى أن القيود قد تستمر "شهرين" على الأقل.
وبريطانيا هي واحدة من أكثر الدول تضرراً في أوروبا، إذ أودى وباء كوفيد-19 فيها بحياة أكثر من 67 ألف شخص، بينما سجل يوم الأحد وحده رقماً قياسياً في عدد الإصابات بلغ 36 ألفاً.
ومع تأكيد دعمه للقيود، اتهم زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر، بوريس جونسون بـ "إهمال جسيم"، لتأخره في التحرك وتجاهله المؤشرات المقلقة "لأسابيع".
وكان رئيس الوزراء المحافظ قد صرّح، الأربعاء، بأنّ إلغاء عيد الميلاد سيكون "غير إنساني".