جهود إغاثية خجولة في مواجهة فيضانات تهامة

10 اغسطس 2024
اليمن (عيسى أحمد/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **كارثة الفيضانات في اليمن**: شهدت محافظات عديدة أمطاراً غزيرة وفيضانات تسببت في فقدان 12 شخصاً وأضرار لحقت بـ93,440 شخصاً، منهم 3,640 نازحاً، وتضررت أكثر من 12,584 منزل.

- **تأثير الفيضانات على النازحين**: تضررت 5,583 أسرة نازحة في الحديدة وحجة، مع وفاة أربعة أشخاص وتدمير 132 منزلاً، وجرفت السيول الألغام إلى مناطق مأهولة، مما زاد من خطورة الوضع.

- **جهود الإغاثة والمساعدات الإنسانية**: خصصت جمعية النجاة الخيرية الكويتية 165 ألف دولار لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة، ووزعت جمعية الهلال الأحمر اليمني مساعدات إيوائية لـ600 أسرة.

أعلنت جمعية الهلال الأحمر اليمني (YRC)، في تغريدة على حسابها في منصة "إكس"، أن 12 شخصاً لا يزالون في عداد المفقودين، نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة الناجمة عنها التي شهدتها محافظات الحديدة وحجة وعمران وصعدة وتعز وذمار وصنعاء خلال الأيام الأخيرة.

أضافت أن الأمطار الغزيرة والفيضانات التي شهدتها 42 مديرية في المحافظات السبع تسببت في إلحاق أضرار بـ93 ألفاً و440 شخصاً، من بينهم أكثر من 3,640 شخصاً اضطروا للنزوح عن مناطقهم، فيما بلغ عدد المنازل المتضررة أكثر من 12 ألفاً و584 منزلاً. وأشارت جمعية الهلال الأحمر إلى أن فريقها، واستجابة لفيضانات الحديدة، وزع حتى الآن 600 حصة من مواد الإيواء للأسر المتضررة، مع مواصلته إجراء تقييم للأضرار الميدانية.

في السياق، أكد تقرير حكومي تابع للحكومة المعترف بها دولياً تضرر 5 آلاف و583 أسرة نازحة في الحديدة وحجة جراء السيول التي خلفتها الأمطار التي شهدتها المحافظتين خلال الفترة من 6 حتى 8 أغسطس/ آب الجاري، جراء المنخفض الجوي الذي تأثرت به السواحل الغربية. وأفاد التقرير الصادر عن الوحدة التنفيذية للنازحين (حكومية) بأن إجمالي عدد الأسر المتضررة من فيضانات السيول في الحديدة بلغ ألفين و73 أسرة موزعة على 22 مخيماً في مديريتي حيس والخوخة، مشيراً إلى وفاة أربعة في حيس وتدمير 132 منزلاً، وفقاً لوكالة سبأ الرسمية.

وذكر التقرير الحكومي أن عدد الأسر المتضررة في حجة بلغ 3 آلاف و510 أسرات موزعة على 61 تجمعاً في مديريات ميدي وحرض وحيران وعبس، في حين بلغ عدد المنازل المدمرة 25 منزلاً في مديرية ميدي فقط. وأشار إلى أن السيول طمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتلفت المحاصيل فيها، وجرفت عدداً من الألغام وأوصلتها إلى مناطق زراعية ومأهولة بالسكان. وأوضح أن كثيراً من المناطق التي غمرتها السيول أصبحت ملوثة بالألغام وتحتاج إلى إجراء مسح شامل لنزعها وتطهيرها بشكل كامل.

في السياق، أصيب مواطن ونجله، أمس الجمعة، بجروح جراء انفجار لغم من مخلفات أنصار الله الحوثيين بسيارتهما، في مديرية حيس جنوبي الحديدة غربي اليمن. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن أحمد حسن قاسم سفيان، ويبلغ من العمر (70 عاماً)، ونجله علي أحمد البالغ من العمر (30 عاماً) أصيبا بجروح بعد انفجار لغم بسيارتهما بعدما جرفته السيول في وادي المرير، قرية الشعوب، شمال مدينة حيس.

وأكدت المصادر أنه جرى إسعاف المصابين إلى أحد المستشفيات الميدانية في المنطقة لتلقي العلاج. وأشارت إلى أن المنطقة مليئة بالألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها جماعة الحوثيين وجرفتها السيول خلال الأيام الماضية، ما يجعلها تمثل خطراً محدقاً بالمدنيين.

وكان برلمانيون قد طالبوا في وقت سابق مجلس القيادة الرئاسي بإعلان تهامة منطقة منكوبة نتيجة كارثة السيول. وطالب أعضاء البرلمان المجلس الرئاسي بتشكيل فريق إدارة أزمة للتواصل مع المبعوث الأممي وممثلي الرباعية وسلطنة عمان للتنسيق مع الحوثيين لإنقاذ الضحايا وتقديم المساعدات للمنكوبين جراء السيول.

وقالت المديرية العامة للمفوضية الأوروبية لعمليات الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية (ECHO)، في تقريرها الإخباري اليومي حول الكوارث المناخية في العالم الصادر الجمعة: "تسبب الفيضانات الشديدة التي ضربت محافظة الحديدة ومديرية مقبنة بمحافظة تعز، خلال الأيام القليلة الماضية، في خسائر في الأرواح وأضرار جسيمة في المنازل وسبل العيش والبنية التحتية، ويُقدر أن عدد المتضررين يصل إلى 10 آلاف شخص".

أضاف التقرير أن الفيضانات أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات وفقدان آخرين، "وبحسب التقارير الإعلامية، فقد قُتل 45 شخصاً على الأقل، منهم 30 في الحديدة، و15 في مديرية مقبنة بتعز، كما فُقد خمسة آخرون بالإضافة إلى إصابة العشرات ونزوح أكثر من 500 شخص".

وأشارت المديرية الأوروبية إلى أن المنظمات الإنسانية بدأت في تسليم المساعدات للأسر المتضررة، في الوقت الذي تواصل فيه الاستعداد لاحتمالات وقوع فيضانات إضافية. ويشكو السكان من غياب دور الحكومة المعترف بها دولياً وحكومة الحوثيين والمجتمع الدولي عن إغاثة المنكوبين الذين يعانون من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وقد جرفت السيول قرى بأكملها، وبات آلاف السكان بلا مأوى أو مأكل أو مشرب.

عبده غالب، أحد سكان الحديدة، يقول لـ"العربي الجديد" إنه "لم تصل إليه أي فرق إغاثة أو إنقاذ على الرغم من تضرر قريته بمديرية الدريهمي بشكل كامل جراء السيول. ويعاني السكان من كارثة حقيقية في ظل تنصل الجهات الحكومية من مسؤوليتها في إغاثة المتضررين من الفيضانات والسيول".

وفي سياق جهود إغاثة المنكوبين، أعلنت جمعية النجاة الخيرية الكويتية عن تخصيص 165 ألف دولار أميركي، في مرحلة أولى، لتقديم مساعدات إغاثية عاجلة للأسر اليمنية المتضررة. وشملت المساعدات 1000 سلة غذائية و250 خيمة و250 بطانية وفرشة، بالإضافة إلى 250 خزان مياه صالحة للشرب، بحسب وكالة "كونا" الرسمية.

وأوضح رئيس قطاع الموارد والعلاقات العامة والإعلام بالجمعية عبد الله الشهاب أن هذه المساعدات تأتي ضمن جهود الكويت الإنسانية المستمرة لمساندة الدول الشقيقة في أوقات الأزمات. وقال إن المساعدات ستُوزّّع بالتعاون مع الجهات الرسمية عبر مسح ميداني دقيق لضمان وصولها إلى الأسر الأكثر تضرراً.

وذكر موقع "26 سبتمبر" التابع لحكومة الحوثيين أن فرع المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي وجمعية الهلال الأحمر وزّعا في محافظة حجة غربي البلاد مواد إيوائية وغذائية وحقائب طارئة للمتضررين من السيول في عدد من المناطق.

واستهدف التوزيع مناطق بني عكران وربوع بني يوس بمديرية أفلح اليمن والمتضررين بمخيم دير ذياب بمديرية خيران المحرق بتمويل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. كما وُزِّعت حقائب طارئة للمتضررين بمخيم الدويره بني عرجان عزلة بني ثواب في مديرية عبس بتمويل المجلس النرويجي للاجئين.

إلى ذلك، سلمت جمعية الهلال الأحمر اليمني مساعدات إيوائية لـ600 أسرة متضررة من السيول في مديرية اللحية في إطار الحملة الإغاثية الطارئة لتخفيف معاناة النازحين والمتضررين.

المساهمون