جراح بريطاني من مستشفى في غزة: الأطباء منهكون ويواجهون حالات معقدة

جراح بريطاني من داخل مستشفى في غزة: الأطباء منهكون ويواجهون حالات معقدة

31 ديسمبر 2023
الحرب الإسرائيلية المتواصلة تنهك أطباء غزة (عبد زقوت/ الأناضول)
+ الخط -

وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة لليوم السادس والثمانين، يبدو أطباء غزة منهكين. لكنّهم، على الرغم من ذلك، يحاولون بذل كلّ الجهد الممكن لتقديم العلاج للفلسطينيين الجرحى، فيما تصنَّف حالات كثيرة معقّدة.

ويؤكد الطبيب البريطاني من أصول فلسطينية باسل بدير، المتخصص في جراحة العظام، أنّ الطواقم الطبية في قطاع غزة "منهكة جداً"، إذ إنّها تتعامل مع أعداد كبيرة من المرضى والجرحى التي تُعَدّ حالاتهم "صعبة ومعقّدة".

ويخبر بدير وكالة الأناضول بأنّه وصل إلى مستشفى غزة الأوروبي في مدينة خانيونس جنوبي القطاع في 25 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، برفقة أربعة أطباء من الجمعية الخيرية البريطانية "آيديلز" (للإغاثة الدولية في حالات الكوارث والطوارئ مع دعم طويل الأمد) بالتعاون مع منظمة المساعدة الإسلامية الخيرية في بريطانيا.

أطباء غزة "أبطال حقيقيون"

وإذ يصف بدير أطباء غزة بـ"الأبطال الحقيقيين"، يوضح أنّ دور الفريق الطبي البريطاني يقوم على "محاولة التخفيف عن الزملاء العاملين في المجال الطبي في غزة، ولو بطريقة بسيطة".

يضيف الطبيب البريطاني من أصول فلسطينية: "نحن نساعد الفريق المحلي في التعامل مع الإصابات التي تصل إلى المستشفى يومياً (...) خاصة في إعادة تثبيت الكسور".

من جهة أخر، يقول بدير إنّ المرضى والجرحى الذين رُحّلوا من مناطق شمال قطاع غزة إلى الجنوب بعد خضوعهم لعلاج جزئي في الشمال، يعانون من "مضاعفات صحية صعبة بسبب عدم استكمال علاجهم" هناك.

يُذكر أنّ وزارة الصحة الفلسطينية في غزة كرّرت في أكثر من مرّة أنّ المستشفيات في شمال غزة خرجت عن الخدمة إمّا بسبب القصف الإسرائيلي وإمّا اقتحامها وإخلائها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وإمّا من جرّاء نفاد الوقود والمستلزمات الطبية.

ويتحدّث الجراح البريطاني من أصول فلسطينية عن صعوبة الوضع الصحي في مستشفى غزة الأوروبي الذي يستقبل نحو 900 مريض وجريح على أقلّ تقدير، وهو ما يمثّل ضعف القدرة الاستيعابية في الأوقات الطبيعية.

تجدر الإشارة إلى أنّ الفريق الطبي البريطاني التابع لـ"آيديلز" يزور قطاع غزة ما بين ثماني إلى تسع مرّات سنوياً منذ نحو 13 عاماً، ويبيّن بدير أنّ عمل الفريق يتركّز على ترميم الأطراف وإصابات أخرى.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قد وصف تدمير النظام الصحي في قطاع غزة بـ"المأساة"، في تدوينة نشرها على منصة "إكس" قبل أيام. أضاف أنّ "في مواجهة انعدام الأمن المستمرّ وتدفّق الجرحى، نرى الأطباء والممرضات وسائقي سيارات الإسعاف وغيرهم يواصلون سعيهم لإنقاذ الأرواح".

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي تصعيدها على مستشفيات قطاع غزة وطواقمه الطبية والنظام الصحي عموماً، وسط الحرب المدمّرة على غزة المستمرة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، علماً أنّ عدد الضحايا وصل إلى 21 ألفاً و822 شهيداً و56 ألفاً و451 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء بحسب البيانات التي نشرتها اليوم وزارة الصحة في غزة. ويترافق ذلك مع دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب الأمم المتحدة وكذلك سلطات القطاع المحاصر والمستهدف.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون