جدري "إم بوكس" ليس وباء جديداً مثل كورونا

20 اغسطس 2024
مرضى بجدري "إم بوكس" يعالجون في الكونغو، 17 أغسطس 2024 (غويرشوم نبيدو/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوجه، أن جدري "إم بوكس" ليس وباءً جديداً مثل كورونا، ويتطلب التصدي له تعاوناً دولياً.
- أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عالمية بعد انتشاره في جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول مجاورة، وأصدرت توصيات بإعداد خطط مكافحة وطنية.
- يُعَدّ جدري "إم بوكس" مرضاً معدياً ينتقل من الحيوانات المصابة والاتصال الجسدي الوثيق، وأكد الخبراء أن التلقيح هو الأساس في التصدي للفيروس.

أعلن المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، هانس كلوجه، اليوم الثلاثاء، أن جدري "إم بوكس" بغض النظر عما إذا كان من السلالة الجديدة أو القديمة، ليس وباء جديداً مثل كورونا، إذ إن السلطات تعرف كيفية السيطرة على انتشاره. وأضاف، في مؤتمر صحافي: "يمكننا، بل يجب علينا، أن نتصدى لمرض لجدري إم بوكس معاً". وسأل: "هل سنختار إذاً أن نشغل الأنظمة للسيطرة على جدري إنبكوس والقضاء عليه على مستوى العالم؟ أم سندخل في دورة أخرى من الذعر والإهمال؟ إن كيفية تصدينا الآن وفي السنوات المقبلة ستكون بمثابة اختبار حاسم لأوروبا والعالم".

وقال كلوجه إن التركيز على السلالة الفرعية 1 الجديدة يمنح أوروبا فرصة لإعادة التركيز على السلالة الفرعية 2 الأقل خطورة، ما يتضمن تقديم المشورة والمراقبة بصورة أفضل في مجال الصحة العامة. وأضاف أن نحو 100 إصابة جديدة بالسلالة الفرعية 2 تُسجل تقريباً حالياً كل شهر في أوروبا.

والأربعاء الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عالمية بعد انتشاره على نطاق واسع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومنها إلى دول مجاورة. وكانت قد أوصت السلطات الصحية في أوروبا بأن تكون جاهزة للسماح بتأمين رصد واستجابة سريعين لأي حالات جديدة. 

وأوضحت أنها أصدرت توصيات جديدة تستهدف الدول التي تشهد تفشياً للوباء، ومن بينها الكونغو الديمقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، مشيرة إلى أن التوصيات التي كانت قد أطلقتها لجميع الدول بإعداد خطط مكافحة وطنية أو الحفاظ على قدرات المراقبة لا تزال سارية.

وتُعَدّ حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقاً عالمياً أعلى مستوى تأهّب/ إنذار على مقياس منظمة الصحة العالمية في تعاملها مع تفشّي مرض ما على مستوى العالم. وكانت المنظمة قد أعلنت قبل نحو عامَين، في 23 يوليو/ تموز 2022، أنّ ازدياد حالات جدري "إم بوكس" صار يمثّل حالة الطوارئ هذه، بعد مراجعة للوضع في جلسة عقدتها لجنة طوارئ. وبعد نحو عشرة أشهر، في 11 مايو/ أيار 2023، أعلنت المنظمة أنّ جدري "إم بوكس" لم يعد يمثّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً.

بدوره، صنف المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء الماضي، جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية عامة، ما يفرض أعلى مستوى من التأهب.

كيفية انتقال جدري "إم بوكس"

ويُعَدّ جدري "إم بوكس" مرضاً معدياً يسبّبه فيروس ينتقل إلى الإنسان عن طريق حيوانات مصابة، ولا سيّما من القوارض، ومن الممكن أن ينتقل كذلك من إنسان إلى آخر من خلال اتصال جسدي وثيق. يُذكر أنّ في الحالات المسجّلة في الموجة السابقة (2022-2023) بمعظمها كان المرضى من الذكور مثليّي الجنس ومن فئة الشباب نسبياً ويعيشون بصورة رئيسية في المدن، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية. كذلك، فإنّ جدري "إم بوكس" الذي اكتُشف لدى البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية يُعَدّ أقلّ خطورة وعدوى من الجدري الذي أُعلن اجتثاثه في عام 1980.

ويعتبر التلقيح أساسياً في التصدي لفيروس جدري "إم بوكس". وثمّة لقاحات عدة فعّالة جداً ضده، لكنها لا تتوفر في أفريقيا. وقد أطلقت الدول المتطورة بسهولة حملات تلقيح حين انتشر الفيروس عام 2022. وقال خبراء إنه "يمكن مكافحة تفشي الفيروس، لكن هذا الأمر يتطلب تعاوناً دولياً سريعاً".

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون